كتاب الأقدس ( القسم الأول)

262

من أهم كتب البهائيين المعتبرة

مجلة جوهر ، مجلة شهرية، السنة الرابعة، العدد 10، دسامبر 1976، الرقم المتسلسل 46 : 824 – 820

إنّ اول بحث معروف قامت به مجلة جوهر كما يراه القراء هو البحث المربوط بالكتاب القديم والجديد للبايية  والذي تبعه موضوع كتاب مطالع الأنوار، الذي ألفه شوقي أفندي وترجمه ” داون بريكرز”، وبعد طباعة هذا الكتاب ونشره فقد نُسب للمُلاّ محمد نبيل الشاعر الزرندي ومادح ميرزا حسين علي. لقد أثار هذا البحث العديد من المبلغين والروّاد الأوائل المعروفين في كلا الفرقتين البابية والبهائية حتى يطالعوه ويردوا عليه ، ويأتوا بالأجوبة على التساؤلات فيه، ويجعلوها ضمن مقالات تكشف الحقيقة للقراء. ونريد هنا أن نشرع البحث حيال التعريف بالكتاب الأقدس، لمؤلفه ميرزا حسين علي بهاء، وأن نقدمه للباحثين، كما نريد أن نفهم وندرك النقاط والملاحظات الدقيقة والمهمة أثناء عودتنا للمخطوطات و  طبعات هذا الكتاب ونجعلها في طاولة البحث والدراسة حتى نجذب نظر القراء و انتباههم لهذا البحث.

قبل البدء بالبحث لابدّ لنا أن نلقي نظرة حيال تصنيف هذا الكتاب وطريقة كتابته. إنّ الانفصال الذي ساد بين أولاد ميرزا نوري سنة 1280قمري أدى إلى تشكيل فرقتي البهائية والأزلية ، ومنذ سنة 1285 قمري عمت الفُرْقة بين الفرقتين ليأخذا اسم البابية في الدولة العثمانية . وبناء على الالتزمات أثناء توقف بغداد وقبول التبعية فقد اعتُبرت هذه الفرقة نوعاً من التصوف ولا يحق لها وبأي شكل من الأشكال القيام بالتبليغ والترويج الشفاهي والكتابي لها ، ولهذا السبب فإنه وطوال أربعين سنة لم تستطع أن تجذب إليها عناصر من العرب والترك ، حتى ولو بتعداد أصابع اليد سواء في عكا أو في قبرص وقبلها في أدرنة وبغداد، وكانت تقوم بأعمالها التبليغية بالخفاء ، وكان مَنْ يقوم بهذا العمل مجموعة من الإيرانيين من كاشان وأصفهان وشيراز وتبريز وبلدة نور، الذين كانوا يذهبون إلى الدولة العثمانية . وبعد مدة عشرين سنة ونيف من الإظهار والانكار والتكرار والادعاء والسكوت فقد تم في سنة 1290 أو 1292 قمري  تدوين كتاب يشمل ستة آلاف كلمة باسم ” أقدس” باللغة العربية، وذلك لإعلان الانفصال والاستقلال عن البابية، وقد تم تدوين هذا الكتاب في عكا. وقد استنسخ هذا الكتاب بواسطة العديد من الخطاطين الذي جاء بهم الإيرانيون ، كما تمت كتابة هذا الكتاب بطريقة سرية و خفية لتُرسل بعد ذلك إلى أتباع هذا المذهب المعتنقين له . وأثناء إعادة استنساخ هذا الكتاب فقد وقعت بعض النسخ منه بيد بعض العرب العقلاء الذين وجدوا الضعف في كتابة الكتاب وإنشائه كما وجدوا نقصاً في المادة الأدبية التي يجب أن يتحلى بها أي كتاب أدبي.

وفي سنة 1308قمري وبسبب المرض والشيخوخة التي أحاطت بميرزا حسين علي ، فقد أُجبر على تقسيم الأعمال الدينية والدنيوية بين ولديه عبدالبهاء ( عباس أفندي) الغصن الأعظم و ميرزا محمد علي الغصن الأكبر، وأصبح كل واحد منهما مسؤولاً عن قسم من المهام الموكلة إليه، وبما أنّ ميرزا محمد علي كان صاحب خط جميل فقد أُُرسل مع ميرزا آقاجان كاشي خادم بهاء منذ بداية الدعوة إلى ذلك التاريخ إلى بمبئي حتى يقفا على طباعة الكتب وكتابتها. كما حصلا على إذن من ميرزا حسين علي للقيام بتصحيح العبارات التي يستوجب تصحيحها في الكتب المطبوعة حتى تخلو من العيوب الأدبية و الأخطاء التي تعتريها. و قد وجد في الكتب المطبوعة من آثار بهاء ومخطوطاته اختلافات وعدم تطابق قبل نشرها . والآن وبعد هذه المقدمة نبدأ الحديث عن المطلب الأصلي والرئيس. إنّ المخطوطات ومطبوعات الكتاب الأقدس التي شاهدتها  إلى خمس وعشرين سنة ماضية  لم يكن للعقل أن يدرك أن هناك أي اختلاف فيها أو ما تضمنه ملحقاتها . لكن وإلى أربع وعشرين سنة ماضية فقد وقعت بيدي نسخة لكتاب الأقدس ، طباعة حروف “سربي ” التي شاهدتها في مدينة بغداد ، وقد قارنت هذه النسخة مع النسخ الأخرى ، وهنا وجدتُ الاختلاف بينها وقد وجدتُ هذا الاختلاف في الحواشي. وبغض النظر عن الاختلاف بين كلمة و أخرى ، فقد وجدت في بعض الصفحات الزيادة والنقصان في عدد سطورها. وقبل عدة سنوات حصلت على نسخة خطية معتمدة أيام حياة المؤلف ، وذلك بإذن صريح منه وبواسطة ميرزا محمد علي الغصن الأكبر وميرزا آقاجان خادم الكاشي في بمبئي، وقد حصلت عليها قبل موت المؤلف بفترة وجيزة، وقد اشتمل الكتاب عدداً من رسائل بهاء وباللغة العربية ، كان قد أرسلها إلى أشخاص عدة. وفي مجموعة احتوت على 380 صفحة بخط جيد ومقروء نجد أن 64 صفحة منها شاملة لمضمون الكتاب الأقدس ، أما 315 صفحة منها  فقد تضمنت رسائل لا عناوين لها ولا تشمل متن معين ومحدد تجعل القارىء يقف عندها. وللأسف لا يوجد في متناول اليد نسخة الكتاب الأقدس طبعة بغداد أو المخطوطة المتعلقة به قبل تاريخ 1308قمري  حتى يتم من خلالها مطالعتها بشكل أفضل. هل هناك اختلاف بين النسخ المطبوعة ونسخة بمبئي أم لا؟

وقبل خمس سنوات من الآن ، فقد عرض ” شادروان حبيب الله ” بائع الكتب القديمة في أصفهان عدة كتب مطبوعة ومخطوطات من آثار البهائيين التي طبعت في بمبئي، وقد شملت هذه الكتب مجموعة من مخطوطات ورسائل ميرزا حسين علي ، ومن ضمنها مجموعته التي كتبها سنة 1294قمري يعني قبل خمس عشرة سنة من وفاته وهذه المجموعة قد أوقفتني ولفتت انتباهي. وبعد أن تم تحديد سعر الكتب طلبتُ منه أن يؤمن لي مجموعة سنة 1294 خلال يومين. إن هذه المجموعة كانت قد كتبت بخط ميرزا محمد علي وميرزا عباس وبعض من الكتّاب المقربين كثيراً من ميرزا حسين علي، لكنها كانت أقرب إلى خط عباس أفندي ، لأنها شبيهة بخطه أثناء فترة شيخوخته .

ولحسن الحظ فإنّ عدة نسخ من هذه المجموعة الخطية والمطبوعة قد اشتراها أحد الأصدقاء وهي تحت تصرفه ، ولا أدري أهو على علم ومعرفة بما جاء في رسائل هذه المقالة أم لا؟ إنّ ما تضمنته  مجموعة سنة 1294 عبارة عن :

1-كتاب الأقدس الذي يحتوي في آخره على تاريخ الأربعاء 7 صفر المظفر سنة 1915( الرقم 2) . وفي آخر الصفحة خط بهاء الذي أرسله إلى أحد مريديه ولكن لم يُعرف اسم الطرف المرسل إليه.

2-كلمات فارسية كانت قد أضيفت فيما بعد إلى الحواشي . وفي تاريخ 14 صفر 1294

3-سرّ مكنون العربية الذي كتب في ذلك الوقت وبنفس القلم ، لكن بدون تاريخ.

4-كتابة مفصلة تتضمن اثبات أحقية  دعوى بهاء ، وربما كاتب ذلك عبدالبهاء أو ميرزا آقاجان ، والذي كتب ضمنها: هذه الر سالة من العبد المسمى عبد حاضر لدى العرش إلى شاربي الرحيق …. وإلى لسان العابد”

5-رسالة قصيرة من بهاء إلى جمال بروجردي   المعروف عند هذه الفرقة فيما بعد بالضبع والمطرود.

6-رسالة إلى الشيخ المرتضى الأنصاري – رحمة الله عليه-  و ربما أنّ هذه الرسالة لم تصل إلى المرحوم أصلاً.رسالة أخرى ، لكن المخاطب غير معروف .

7-رسالة مفصلة للرد على الأزل إلى الطرف المقابل لبهاء ، كانت قد كتبت بخط سيء على طرف الصفحة ، اشتمل أولها العنوان التالي: ” كتاب حب حبيب وبطلان أزل”.

8-دعاء للشفاء من المرض ، كتبه بهاء.

9-لوح سلطان ايران مع رسالة بهاء إلى ناصر الدين شاه لرفع التهمة الموجهة للبابية في مشاركتهم بتشويه صورة الشاه.

 10-رسالة زيارة بديع التي يجب أن تُقرأ تسع مرات في المشرق.

 11-مناجاة، كان قد كتبها بهاء في حاشية الدعاء الذي ألفه وكتبه.

12-رسالة بخط متوسط في طرف الخطاب من رسالة بهاء الذي أرسل خبراً لمحمد علي دهجي ، وتضمن الخبر مهمة له بالذهاب إلى كرمان وبابك وحسن آباد وبهرام آباد لإيصال رسالة بهاء إلى تلك المدن.  إنّ وجهة نظرنا حيال هذه المجموعة ينصب في هذه المقالة ، في كتاب الأقدس،  يعني في القسم الأول من هذه المجموعة التي طبعت قبل أربع عشرة سنة بطبعة بمبئي وبخط أحد معاوني بهاء المقربين. وفي آخرها عبارة : ” ختمتها في 7 صفر المظفر سنة 1294 قمري . ومما سبق نجد كلمة ” ختمتها” كقرينة أصيلة تجعلها ترتبط بخط المؤلف. وهذه النسخة من المجموعة المذكورة قد دونت بعد سنتين أو أربع سنوات من تدوين الكتاب الأصلي ، ولا ندري هل هذه النسخة القديمة من الكتاب في متناول السادة البهائيين في فلسطين وإيران ام لا؟   

 

  

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق

4 × four =