تحلیل عن مجازر البهائیين للازلیين في بدايات دعوة بهاء الله

مقدمه

بعد ظهور دعوة الرجعة الحسينية ومن يظهره الله للميرزا حسينعلي بهاء الله، لم يتحمله جمع من البابية فانبروا لمعارضته، و خلال تلك الأحداث، قتل البعض منهم وتمت إزاحتهم بذلك من میدان المعرکه الازلية – البهائية. وقد إتهم الأزليون البهائيين بارتكاب تلك المجازر ورأوا إن أوامر القتل صدرت من قبل بهاءالله. وقد أقر البهائيون بانهم ارتكبوا بعضا من تلك المجازر لكنهم أنكروا على الدوام أن يكون بهاء الله هو الذي اصدر تلك الاوامر، هذه المقالة إنبرت لتقديم نظرة تحليلية على الروايات التي أوردتها المجموعتان وقد سعت هذه المقالة للاقتراب من استخلاص النتيجة المرجوة.

معارضو الازلية البارزون للمیرزا حسینعلي بهاءالله

ادعاء الازلیين ـ الذي یجب تقییم مدی صحّته ـ هو أن الأتباع الاوائل ل بهاءالله لم يكونوا من البابیين البارزين فقد كان معظمهم من الشريحة غير الواعية في تلك الجماعة. فعلى سبيل المثال، المیرزا محمّدحسین متولي‌باشي القمي ـ الذي کان من المعارضين المهمين ل بهاءالله والذي سيتم التعريف به لاحقا ـ ذکر فی احدی کتاباته أن انصار بهاءالله هم جمع من «الخیاطين» و «الدلاکين» و «الصباغين» و «النجارين» وقد كتب فيها: «کم أذکر لکم من المؤمنین )بالمیرزاحسین علی( بباشیباشی )اصحاب الحِرَف والمهنیین (؟»وقد ذكرت بدیعة المرئاتی النوري أيضا وهي ـ حفيدة شقيق بهاءالله ـ عددا من كبار الازليين وإستخفت بالبهائیين قائلة إنه في مقابل هؤلاء الكبار، التحق جمع من الحرفيين من قبيل الدلاكين والسقائين والصابونية» ب بهاءالله. ومن بین البابیين البارزين الذين إنبروا للمعارضة الجدية ل بهاءالله، یمكن الإشارة الى الأشخاص التالية اسماؤهم:

الحاج السیّد محمّد الاصفهانی (د.۱۲۸۸ ق)

كان هذا الشخص من بين أبرز البابیين إبان زعامة صبح الازل وحسب روایة البهائیين،فإنه كان «الملجأ الاول للازلیّة». وكان قبل بروز دعوة بهاءالله الجديدة يسيء الظن به بشدة وبعد ظهوردعوته أصبح في عداد معارضيه الكبار. هذه المعارضة وصلت الى حدّ زعم بهاءالله في كتاباته إنه كان السبب في معارضة صبح الازل. ويزعم الازلیون ان بهاءالله وقبل أن یظهر دعوته ـ وبما أنه ما كان قد ثبت دعائم نشاطاته ـ كان يبدي إحترامه له الى اقصى حد ممكن، لكنه و بعد ترسيخ دعائم دعوته، ابدى إنزعاجه الباطني تجاهه. وذُكِر الحاج السیّد محمّد الاصفهاني في كتابات زعماء البهائية بعناوين من قبيل «السامري» و«الخبیث» و« اللئیم» وغيرها وأنه مكانه في «أسفل الجحیم». وكتب هو رسالة في الرد على دعوة بهاءالله.

میرزا محمّدهادي القزویني

وحسب روایة البهائیين فإن هذا الشخص كان من أوائل الأشخاص الثمانية عشر الذين اتبعوا الباب والمعروفين ب(حروف الحي) و خلال فترة إختفاء صبح الازل في بغداد، وضِع اسمه ضمن شهدا البیان كما تولى زعامة البابیين في قزوین. وحسب روایة الازلیين، فإن بهاءالله وقبل تحكيم دعائم عمله، كان يدأب على احترام القزویني لكنه وبعد أن إطلع الى حد ما على النشاطات السرية ل بهاءالله أخذ يسيء الظن به ويبدي اعتراضه عليه أحيانا، ولكن مع ذلك فعندما كشف بهاءالله عن دعوته وواجه معارضة القزویني، وصفه بألقاب عنيفة.

ملا محمّدجعفر النراقي (د. ۱۲۸۶ ق.)

وكان هذا الشخص أحد أبرز البابيين أيضا خلال فترة اقامة صبح الازل السرية في بغداد وقد تم إختياره شهيدا للبیان في کاشان. أخذ النراقي يسيء الظن ببهاء الله منذ السنين الاولى للاقامة السرية ل صبح الازل في بغداد وكان من المعترضين عليه. وكان بهاء الله يبدي له الاحترام كل ما امكنه حتى لا يواجه إعتراضاته. وبعد ظهور دعوة بهاءالله، عمد النراقي الى معارضته بكل ما اوتي من قوة وألف كتابا بعنوان تذکرة الغافلین في الرد على دعوته. وفي المقابل أطلق بهاءالله عليه أيضا تسمية الأعرج لأنه كان يعرج قليلا عند مشيه. ويذكر الازلیون کتاب النراقي بإعتباره أحد أهم مؤلفاتهم التي كتبت في مواجهة بهاءالله.

میرزا محمّدحسین متولي‌باشي القمي

هذا الشخص المذکور آنفاً، كان أحد كبار البابیين وحسب رواية أحد أقرانه فقد كان يحظى بإهتمام الباب كثيرا. المتولي‌باشي القمي كان في زمرة المعارضين ل بهاء الله منذ محاولاته الخفیّه لاعداد دعوته الجدیدة وقد واصل معارضته تلك بعد ظهور تلك الدعوة الجديدة. وقد كتب المیرزا موسی (شقيق بهاءالله) رسالة اليه ودعاه الى اتباع تعاليم بهاءالله. وكتب المتولي باشي جوابا على تلك الرسالة وقد إعتبره الأزليون من خلال ذلك الجواب في عداد الاشخاص الاوفياء الى صبح الازل في رفض دعوة بهاءالله.

ملا رجبعلی قهیر (د. ۱۲۸۶ ق)

حسب روایة الازلیين، فان هذا الشخص هو أحد البابیين الذي حظي باهتمام الباب. وما عدا ذلك، فهو شقيق زوجته الثانية. كذلك ورد إسمه بين شهداء البيان خلال الإقامة السرية ل صبح الازل في بغداد. وبعد اتضاح دعوة بهاءالله الجديدة، كان أول من الف كتابا في الرد عليه. وتوجد نسخة من ذلك الكتاب ـ بخط المیرزا مصطفی الکاتب (من مؤلفي کتاب تنبیه النائمین) ـ وقد اطلق عليه ادوارد براون اسم «کتاب ملا رجبعلي قهیر» ويجري الإحتفاظ به في مجموعة وثائقه.

ملا علي محمّد سراج (د. ۱۲۸۴ ق.)

و كان هذا الشخص أيضا شقيق زوجة الباب الثانية وقد وضع اسمه من قبل صبح الازل بين شهداء البیان. وقد كتب هو ايضا رسالة في الرد على دعوة بهاءالله بعد الاعلان عن تلك الدعوة. توجد رسالة مطولة لبهاءالله في الاجابة على اسئلته.

حاج میرزا هادی دولت‌آبادی (د. ۱۳۲۶ ق.)

هذا الشخص المذکوراعلاه في الجيل التالي للبابیين، كان محلّاً لاهتمام صبح الازل اکثر من الجمیع وكان ينبغي له أن يتسلم رئاسة البابيين بعد موت صبح الازل، لكنه توفي قبل صبح الازل. احد مؤلفات دولت آبادي کتاب اسمه فصل الکلام ارسل نسخته الأصلية الى بهاءالله. استفاد في كتابه هذا مما ورد في کتاب البیان الفارسي (الكتاب الشهير للباب) ليقول ان بهاءالله لا يمكنه أن يكون موعود الباب و صاحب الدین بعده. دولت‌آبادی كان احد أشد البابیين المغضوب عليهم لدى بهاءالله وكان یصفه بصفات من قبيل «الغافل» و« حامل الوحل» و«جوهر الضلال» و ...

وما عدا اولئك الذين ذكروا، هنالك ازلیون مثل الحاج الشیخ هادي النجم‌آبادي (د. ۱۳۲۰ ق.)، ومیرزا مصطفی الکاتب (د. ۱۳۳۹ ق.) والحاج میرزا احمد الکرماني (د. ۱۳۱۴ ق.)، ومیرزا آقاخان الکرماني (د. ۱۳۱۴ ق.) والشیخ احمد روحي (د. ۱۳۱۴ ق.) والشیخ مهدي بحرالعلوم کرماني (د. ۱۳۳۶ ق.) و عبدالخالق سه دهي الاصفهاني و غيرهم ایضاً ألفوا كتابات في السنوات التالية في الرد على بهاءالله.

الحاج الشیخ هادي النجم‌ آبادي (من شهداء البیان) قدم في کتاب تحریر العقلاء نقدا تفصیليا ل بهاءالله. وألف المیرزا مصطفی الکاتب رسالتين في هذا المجال. وقد وضعت رسالتان جوابيتان للحاج میرزا احمد الکرماني في نهاية کتاب تنبیه النائمین. كما وجه المیرزا آقاخان الکرماني والشیخ احمد روحي في کتاب هشت بهشت ( الجنان الثمانية ) نقدا لاذعا ل بهاءالله. وحول عبدالخالق سه دهي الاصفهاني وصیته الى نقد لاذع ل بهاءالله. وكان السیّد مهدي سرلتي أيضا ـ وهو من كبار الازليين في اصفهان بعد الحاج میرزا هادي الدولت آبادي ـ شبيها ل سه دهی.

روایة الازلیين عن مقتل بعض كبار البابيين بأيدي البهائیين

قائمة قتلى الازليين كما يرويها الازلیون

ذکرفی المصادر الازلیه انّ مقتل جمع من اتباع صبح الازل کان بایدی البهائیّین وهنالك یری ازلیّون من قبيل ملامحمّد جعفر النراقي (من أكبرشهداء البیان)وعزیة ‌خانُم (شقيقة بهاء الله)و فاطمة ‌خانم (زوجة الباب الثانية ) والحاج میرزا هادي الدولت‌ آبادي ومیرزا آقاخان کرماني وشیخ احمد روحي انّ صدور اوامرقتل الازلییّن کان من جانب بهاالله.

وقدم الدولت ‌آبادي قائمة بأسماء البابیين الذين قتلوا بأيدي البهائیين وهم كالتالي: آقا ابوالقاسم الکاشاني ومیرزا محمّد رضا الاصفهاني وملا رجب علي قهیر والملا علي ‌محمّد سراج و الحاج میرزا احمد الکاشاني و میرزا بزرگ الکرمانشاهي وسیّد اسماعیل الزواره‌اي وسیّد علي عرب، والحاج سیّد محمّد الاصفهاني وآقاجان کج ‌کلاه. وذكر أسماء كل من ناصر عرب و محمّد مصطفی البغدادی بإعتبارهما من قتلة بعض القتلى الذي وردت أسماؤهم أعلاه وكتب أن هذين الشخصين نفذوا تلك المجزرة بأمر من بهاء الله. وروى الازلیون ان بعض البهائیين حاولوا قتل الملا محمّد جعفر النراقي (من شهداء البیان والمعارضين الأشداء لبهاءالله) وكذلك نجله الشیخ محمّد مهدي شریف الکاشاني لكنهم لم ینجوا.

كتابة الردود: سبب مقتل كتاب الردود الازليين (حسب روایة الازلیين)

وكان من بین من ذكرت أسماؤهم أعلاه البابيون البارزون الحاج السیّد محمّد اصفهاني و الملا رجبعلي قهیر، والملا علي‌محمّد سراج والملا محمّدجعفر النراقي الذين قاوموا بهاءالله بشدة وكتبوا رسائل في الرد على دعوته. ورأى الأزلیون أن قتل سراج (۱۲۸۴ ق.) و قهیر (۱۲۸۶ ق.) ‌جرى بسبب كتابة تلك الرسائل وذكروا أن سراج قتل بعد وقت قصير من كتابة رسالته. ويرى هؤلاء أن ناصر عرب الذي ورد ذكره تاليا هو قاتل قهیر في کربلاء وأن شخصا يسمى عبدالکریم هو قاتل سراج في البغداد. وكما جاء لاحقا، أن الاصل في قتل الاشخاص بيدي هذين الشخصين يقره البهائیون أيضا. وحسب روايتهم فإن ناصر عرب قاتل الحاج میرزا احمد الکاشاني ويحتمل ان عبدالکریم هو ايضا من قتلة الحاج السیّد محمّد اصفهاني.

ألف الملا محمّد جعفر النراقي کتاب تذکرة الغافلین عام ۱۲۸۴ ق. ؛ ومع ذلك فإنه حسب روایة الازلیين و قبل إتضاح دعوة بهاء الله كان النراقي يسمع في بغداد بعضا من تلك الوساوس فيبادر الى الرد عليها، وان بعضا من اتباع بهاء الله هموا بقتله لكن بهاء الله منعهم من ذلك ومع ذلك فإن النراقي و شریف الکاشاني كانوا يخشون اتباع بهاء الله الى زمن خروجه من البغداد في أواخر عام ۱۲۷۹ ق.

روایة الازلیين عن سبب قتل المعارضين الأزليين الآخرين ل بهاءالله

حسب روایة الحاج میرزا هادي الدولت‌آبادي، فإن آقا ابوالقاسم الکاشاني کان الشخص الذي ابلغ صبح الازل بمحاولات بهاءالله السرية المناوئة له وإثر ذلك توجه صبح الازل لطرد بهاءالله الذي غادر بعدها الى کردستان. وكان المیرزا محمّدرضا الاصفهاني خال الحاج السیّد محمّد الاصفهاني (من شهداء البیان) ومن معارضي بهاء الله قبل ان یعلن دعوته. وترى زوجة الباب الثانية، ان سبب قتله يعود لعداء بهاء الله للحاج السیّد محمّد (ابن شقيقته) ويرى انه اول قتيل للبابيين في بغداد بايدي اتباع بهاء الله. وحسب ما كتبه الدولت ‌آبادي، فان الحاج میرزا احمد الکاشاني وبعد ظهورالدعوة الجديدة، تمكن في بغداد من إعادة جماعة من أتباع بهاء الله عن تلك الدعوة ولهذا السبب قتلوه. وكان المیرزا بزرک الکرمانشاهي ايضا من معارضي بهاء الله في الفترة التي سبقت اعلان دعوته. ويرى الدولت‌ آبادي أنه قتل بسبب إساءته ل بهاء الله. وهو يزعم أيضا ان السیّد اسماعیل الزواره اي قتله أتباع بهاء الله وبعده زعموا أنه اقدم على الانتحار لأنه لم يطق رؤية عظمة بهاء الله. وأما آقاجان کج‌ کلاه وكما سيأتي لاحقا كان من مرافقي الحاج السیّد محمّد الاصفهاني وهو قتل في عكا (في فلسطين) عام ۱۲۸۸ ق.

روایة البهائیين عن مقتل البابیين بايدي اتباع بهاء الله

مقتل بعض هؤلاء الأشخاص، عدا ماجاء في مؤلفات الازلیين، فإنه ورد في کتابات البهائیين أيضا. وهم كالتالي:

الحاج السیّد محمّد الاصفهاني وثلاثة ازليين آخرين

عندما أفصح بهاءالله عن دعوته بصورة تامة في أدرنة في (اواخر عام ۱۲۸۳ ق.)، كان الحاج السیّد محمّد الاصفهاني الذي قد ورد ذكره فيما مضى أنه أحد شهداء البیان أحد الأعوان الأصليین ل صبح الازل. وبعد نحو عامين، وخلال نفي بهاء الله وجمع من أتباعه الى عکا، بأمر من الحکومة العثمانية، ایضاً رافقه ثلاثة آخرون من الازلیين وهم (آقاجان بیک کج کلاه، و میرزا رضاقلي و شقيقه ومیرزا نصرالله التفرشي) أيضا. وحسب روایة الازلیين فإن أحد هؤلاء الأربعة (وهومیرزا نصرالله) قتل مسموما قبل بدء مسيرهم الى عكا بأمر من بهاءالله. هؤلاء يعتقدون أن مجموعة من البهائيين في عکا بينهم عباس افندي إتجهوا بأمر من بهاء الله الى منزل الأشخاص الثلاثة الآخرين وقتلوهم جميعا. ويزعم الازلیون إن إحدى زوجات صبح الازل (بدرجهان خانم) ـ وهي شقيقة الأخوين التفرشيين ـ كانت موجودة في زمن مقتلهم وذكرت ان قتل الحاج السیّد محمّد الاصفهانی جرى على يدي عباس افندي. وقد (شهد البهائیون على وجود بدرجهان خانم في عكا في حينها.) وتزعم زوجة باب الثانية والتي تزوجت من الحاج السیّد محمّد بأمر من صبح الازل في بغداد تزعم أن عداء بهاء الله للحاج السیّد محمّد كان سببه عدم تمكنه هو من الزواج بها.

أقرّ البهائیون بأن مقتل هؤلاء الاشخاص الثلاثة جرى بأيدي أتباع بهاء الله بفارق واحد وهو أنهم لم يذكروا اسم عباس افندي في تلك الأحداث لأنهم إعتبروها مخالفة لرأي بهاء الله. ويزعم هؤلاء ان الحاج السیّد محمّد و مرافقوه كانوا يؤذون البهالئيين في عكا، وقد نفد صبر جمع من البهائيين فبادروا الى قتلهم. وحسب روایة (المؤلف البهائي البارز) اسدالله فاضل المازندراني، ان الازلیين ـ الذين لم يدخروا جهدا في معاداتهم ل بهاءالله تعرضوا عام ۱۲۸۸ ق. للغضب الإلهي في عکا و هلكوا على أيدي سبعة من [البهائیين] وهم كالتالي: محمّدعلي سلماني الاصفهاني وعبدالکریم خرّاط الاصفهاني وآقا احمد الکاشي و ولديه حسن وحسین وكذلك آقا حسین آشجي الکاشي و محمّد جعفر الیزدي.» (وقبل ذلك كما مضى فإنه حسب زعم الأزلیين، فإن عبدالکریم هذا ـ يحتمل أن يكون نفسه الذي قتل فيما مضى الملا علي ‌محمّد سراج.

سیّد مهدی الدهجي ـالذي كان في زمن حیات بهاءالله من كبار البهائیين ـ کتب ان الازلیين هم الذين نشروا الاكاذيب والافتراءات المنسوبة ل بهاءالله على رسل الله. لذلك قرر بعض البهائيين قتلهم لكن بهاء الله حال دون قتلهم ولكن مع ذلك، فان جمعا منهم لم يلتزموا باوامر بهاءالله وقتلوهم. وبعد مقتل هؤلاء، القت حکومة عکا القبض على معظم اتباع بهاء الله فضلا عن هؤلاء السبعة. وقد أمضى بهاء الله وعباس افندي أيضا ثلاثة ليالي في السجن لكنه بعد فترة اُخلي سبيلهم جميعا وفي نهاية الأمر، « جرى إبعاد كل الأشواك في عکا من أمام أقدام الاحباء واُزيلت الموانع والعوائق أيضا

الحاج میرزا احمد الکاشاني

حاج میرزا احمد الکاشاني شقيق أحد البابیين المعروف باسم الحاج میرزا جاني الکاشاني ـ الذي يعتبره البعض المؤلف الأول للتاریخ البابي او ما يسمى ب (نقطة الکاف). ذكره البهائيون بانه من معارضي بهاء الله قبل ان يفصح عن دعوته الجدیدة. وحسب روایة الازلیين، فإنه عندما أفصح بهاء الله عن دعوته الجديدة بصورة تامة في أدرنة، اُمِر الحاج میرزا احمد من قبل صبح الازل بالعودة الى بغداد لمنع البابیين من إعتناق أفكار بهاء الله. وذکر فیماقبل انّه قد تمكن من ثني جماعة منهم عن إتباع بهاء الله. ومن بين الازلیين، الشیخ محمّد مهدي شریف الکاشاني ـ الذي كان من مرافقي الحاج میرزا احمد قبل فترة قصيرة من مقتله – كتب عن كيفية قتله بالتفصیل وذكر اسم قاتله الذي كان من اتباع بهاء الله واسمه ناصر عرب. وكتب ان ناصر كان قبل ذلك قتل عدة اشخاص آخرين أيضا. ( وعرفنا مما سبق أن الازلیين زعموا أن ناصر عرب قتل الملا رجب علي قهیرأيضا.) وروى فاضل المازندراني نفس القصة ولكن باختصار وتحدث عن قتل الحاج میرزا احمد برصاص «ناصرالشاب الشجاع البغدادي».لكنه ذكر أن أشخاصا من قبيل ناصر أقدموا على تلك الأعمال من تلقاء أنفسهم ودون إذن بهاء الله.

سیّد علي عرب

سیّد علي عرب من الأدعياء الذي رأى نفسه من اصحاب المقامات بعد موت الباب. ويبدو انه كان من انصار صبح الازل منذ أن بدأ بهاء الله دعوته الجديدة. ولهذا وحسب كتابات البهائیين، فإنه منذ أن كان في تبریز « خدع جمعا من الناس بإدعائه مقام الولایة والدرجات الروحیه والتصرفات الباطنیة والکرامات والخوارق وامتلاك الإکسیر وقوة تسخیر الروح» لكنه عمل في الواقع على (الترویج للبابیة والإساءة للبهائیة). وقد واجهه ثلاثة من دعاة البهائیة وبعد محاورته، طلبوا منه أن يذعن للمباهلة معهم. وقد وافق على الامر وجرت تلك المباهلة ايضا. وحسب روایة البهائیين،« في منتصف الليلة الثانیه التي جرت فيها المباهة، وجِد السیّد في بيته … مخنوقا على فراشه وهلك.» وإعتبر أصدقاءه أن البهائيين الثلاثة هم الذين قتلوه وقدموا شكوى لدى حکومة تبریز. وإنتهت القضية بمقتل البهائيين الثلاثة. وكان أحد هؤلاء الثلاثة هو المیرزا مصطفی نراقي الذي كان من أوائل الدعاة ل بهاء الله.

ومع ذلك، فإن أحد البهائیين البارزين يروي كيفية مقتل عرب بهذه الطريقة: «خلال الحوار الذي دارهناك، أساء السيد علي عرب الى ساحة الشخص المبارک فقام هؤلاء الثلاثة وبينهم میرزا مصطفی النراقي وفتحوا شاله ولفوه حول عنقه وخنقوه به وغادروا.» وبعد مضي فترة على مقتل «میرزا مصطفی الشهید النراقي»، قام میرزا آقاجان الکاشاني (خادم الله: وکاتب وحي بهاء الله) بالزواج من أرملة النراقي بأمر من بهاءالله.

ذكر الازلیون، أن السیّد علي عرب کان من اوائل اتباع الباب وكتبوا أنه قتل بايدي «البلاعمة» (البهائیين). وهم يرون ان میرزا مصطفی النراقي وشخص آخر من البهائیين شاركا في قتله. وحسب روایتهم، فإنه بعد قتل عرب، كتب له صبح الازل زیارة خاصة وأثنى كثيرا على مقامه.

ممارسة العنف والقتل من قبل أتباع بهاء الله في بغداد وردود فعله هو:

جاء في کتاب تنبیه النائمین ـالذي الفه جمع من الازلیين ـ حول استياء «قاطبة اهالیِ» بغداد- و«جميع ولاة حكومة الروم» عن «شرور وجهل» بعض اتباع بهاء الله ـ الذين وصفوا بانهم (الغيلان القتلة) و(مصاصو الدماء قتلة البشر). كذلك قيل بمناسبة التذكير بالمجازر التي ارتكبها بعض اتباع بهاء الله وإتهامه بأنه يقف وراء تلك المجازر، إن بعضا من مریديه «كانوا يقطعون الناس إربا إربا في وضح النهار بالخناجر والسيوف في سوق الهرج.» ويمكن ملاحظة بينات الأدلة على تلك المزاعم في مؤلفات البهائيين وروایاتهم، وقد ذكرت نماذج من الاساءات والاهانات التي مارسها بعض اتباع بهاء الله ضد الناس وحتی قتلهم في بغداد، وهي تعود الی الاعوام التي سبقت الإعلان عن دعوته الجديدة، وجاء فيها:

المثال الأول لها ويخص احد «مشایخ الکرد الشیعة» وکان «عارفا» لكنه كان «متعصبا» وكان من الثقاة لدى الکرد «وكان في غاية الحقد والعناد للبابيين ويسبهم ويلعنهم ويحرض الاوباش عليهم» في إحدى المرات حرض شخصا لتوجيه الاهانة الى بهاء الله أثناء مروره من مکان عام. وقد أمر بهاء الله بدوره أحد البابیين بمعاقبته. و قام ذلك البابي أيضا «بضربه و تأدیبه بصورة کاملة».

وصل خبر هذا الأمر الى مسامع الکردي المتنفذ. فعاتب البابي الضارب أمام الملأ لكن الضارب تعرض له أيضا و« ضربه وعاقبه بصورة تامة.» وقد رفع ذلك الشخص صوته عاليا بالصراخ وكان يشكو بصوت رفيع من جسارة البابیين وتجرؤهم وذهب يشكوه الى بهاء الله. لكن بهاء الله قال له إنه سوف يرسل أشخاصا لتقیيم الواقعة وسيتولى معاقبة المقصر بنفسه.

أبدى الشخص المضروب إمتعاضه الشديد للقرار الذي إتخذه بهاء الله بصورة تلقائية في معاقبة الشخص المذكور وعدم مراجعته للقنصلية الایرانية، ورأى فيه علامة على تجاسره، فتوجه بالشكوى للقنصلية. واُرسل شخص من قبل القنصلية الى دار بهاء الله وسأل عن الموضوع من عدد من البابیين الذين قالوا له أيضا: «إذا لم يتخلى المتجاسرون عن سوء الادب والإساءة، فإنهم سوف يعاقبون عند رأس الجسر الذي يعبر منه عموم الناس حتى ينتبه الآخرون أيضا

القت القنصلية القبض على الشخص المتنفذ و الضارب ايضا وحبستهما، لكن بهاء الله أفرج عنهما. هذا الحادث جرى تسجيله في حوادث عام ۱۲۷۳ ق. (أي قبل الإعلان الكامل عن دعوة بهاء الله بعشرة أعوام ) والذي عرف بانه «كان بداية الهیجانات والفتن في بغداد».

والمثال الثاني، هو ناصر عرب الذي ورد ذكره في روایات الازلیين والبهائیين بإعتباره قاتل الحاج میرزا احمد الکاشاني وفي روایات الازلیين قاتل الملا رجب علي قهیر وكثير غيره من قتلى الأزليين. ذکر آنفاً انّ شریف الکاشانی قد کتب في شرح كيفية مقتل الحاج میرزا احمد فيه أن ناصر عرب كان قد قتل اشخاصا آخرين قبل ذلك. ويمكن ملاحظة نماذج من صدق كلامه في روایات البهائیين. یقول البهائیون ان احد المقربین البارزین من بهاالله امر «ناصرالشابّ العربی الشجاع » ان یخرج احد خدّام بهاالله – الذی کان یرید قتله فی وقت ما – من بغداد فيجده ناصر في السوق مع أحد مرافقيه فيضرب بالسيف أحدهما «بمنتهى الغيرة» ويقتل الآخر بالمسدس ! وبعد ذلك يتوجه الى منزل قريب من بيت بهاء الله ويغسل سيفه بعدها يصعد الى الطابق الفوقاني و( ينشغل بأكل التمر وتدخين الأرجيلة ). والحال ان بهاء الله لم يؤاخذ ناصر. وقد اورد ذلك في حوادث عام ۱۲۷۴ ق. (اي تسع سنوات قبل ظهور دعوة بهاء الله بصورة تامة).

والمثال الثالث يتمثل في قيام القنصلية الایرانية في بغداد بالقاء القبض على أحد الباعة البابيين لقيامه بسب زبونته التي كانت أميرة ايرانية. أمر بهاء الله البابیين بأن لا يفتحوا محلاتهم، بعده وجه تحذيرا للقنصل الإيراني قائلا له إن لم يفرج عن ذلك الشخص فإنه يتحمل عواقب أمره، ولا يلومن أحدا غيره !

وقد اُصيب القنصل بذعر شديد إضطره للهرب من بغداد الى الکاظمین وأوعز الأمر الى شخص آخر قام بدوره بالإفراج عن ذلك الشخص البابي المسجون. وبعد هذا الحادث كتب القنصل الى طهران أنه وصل الأمر به مع البابیين الى درجة انه لم يعد بامكانه حبس ولو مجرم واحد من البابيين. وإثر ذلك صدر أمر من طهران بعزل القنصل. وكان هذا الحادث من الاحداث الواقعة عام ۱۲۷۹ ق. (العام الذي ظهرت فيه دعوة بهاء الله الجديدة بشكل محدود وذلك قبل اربعة اعوام من الظهورالتام لدعوته).

وعليه، فانه عرف عن أتباع بهاء الله ممارستهم العنف وحتی القتل لدى إقامتهم في بغداد وكانت تلك الممارسات تجري أحياناً بدعم منه أيضا.

تدخل بهاء الله في قتل كبار البابيين

یزعم الذي كتبه فاضل المازندراني عن مقتل الحاج السیّد محمّد الاصفهاني مع شخصين آخرين من الأزليين في عكا، انّه تعرض هؤلاء الثلاثة «للقهر والعذاب الالهي»، قال بهاء الله: ( أعمال هؤلاء بلغت بهم حدا أخذهم الهواء والتراب بأمر رب الارباب وأهلكهم بانتقام الحق منهم.) وقال بهاء الله أيضا، في لوح موجّه للسیّد مهدی الدهجي هكذا:

إنا نهینا الکل عن سفک الدماء. بذلک یُشهِد کل الألواح وکنتُ من العالِمین. قد بلغت الشقاوة إلی مقام النطق بغتةً بالقلم الأعلی بأعلی النداء بین الأرض والسماء بعد الذی سدّت علی وجهه أبواب اللقاء: بقوله « قد طالت الأعناق بالنفاق! بیّن أسیاف انتقامک یا مهلک العالمین!» فلما نزلت الآیات، اضطربت الأشیاء ؛ لذا اخترنا زمام القهر بسلطان من عندنا ولکن رشح ما رشح و ظهر ما ظهر؛ قل لک الحمد یا من قبضة قدرتک زمام العالمین!

يقول بهاء الله ان اوامره تتضمن عدم سفك الدماء، لكن شقاء هؤلاء الازلیين بلغ حدا «بالقلم الاعلی» الذي حظر أي شكل من أشكال اللقاء معه، وإذا به فجأة يطلق نداءا رفيعا بقوله ان « النفاق بلغ أعلى درجاته ؛ إذن يا مهلك العالمين جرد سيف إنتقامك !» بهذا النداء امسك بهاء الله «زمام القهر» ب «السلطان الذي كان عنده» ولكن ظهر الذي ظهر.

قال بهاء الله فی وقت لاحق فی خطاب له موجّهاً لصبح الزل بانّ الله هو الذی انتقم من الحاج السیّد محمد الاصفهانی وقتله وأما عباس افندي (عبدالبهاء) قال بشأن واحد آخر من الازلیّین الذين قتلوا في عکا، إنه كان قد استقرّ جماعة ليقتلوا بهاء الله ولكنهم عندما « بلغوا قمة التجاسر، قتلهم الله بأيدي ستة أفراد.»

المقولة الاولى لبهاء الله ـ والتي تتألف من قسمين أحدهما بالعربية والآخر بالفارسية ـ تنفع كثيرا لتحليل هذا القسم. فهو تحدث في كلا القسمين عن خطأ إراقة الدماء وذكر كذلك بالنفاق المتزايد جدا للأزليين. وفي القسم العربي تحدث عن إعتزال «القلم الاعلی» وفي القسم الفارسي عن إعتزاله هو بنفسه. وفي القسم العربي تحدث عن الصوت الرفيع «للقلم الاعلی» من أجل القضاء عليه وكتب عن نفسه أنه إختار «زمام القهر» ولكن ظهر الذي ظهر؛ وفي القسم الفارسي تحدث أيضا عن صبّ نار الغضب علیهم وقتلهم «بيد قدرة الحق» ولاغيره!

وينبغي ان يعرف انه في خطاب بهاء الله و أتباعه يطلق وصف «القلم الاعلی» على أقواله وكتاباته باعتبارها ـ وحي السماء ـ. وعلى سبيل المثال، كتب بهاء الله في أحد مؤلفاته قائلا: «لعمر اللّه، لو ان عددا من الناس عملوا بما اراده الحق، لكانت انوار آثار القلم الاعلی تحيط بالعالم.» وفی استمرار کلامه خاطب الله وقال:«إلهي إلهي! أيّد عبادک علی الرجوع إليک و المشاهدة فی آثار قلمک الأعلی بعينک.» كذلك فقد عدّ رسائله الانذاریه لحاج میرزا هادي الدولت‌آبادي ب«نصائح القلم الاعلی»: « وجهنا نصائح مشفقة ومواعظ حكمیّة لهادي الدولت آبادي لعله يتوجه من شمالِ الوهم الى يمين اليقين ويُقبِل من الموهوم صوب شطر القيّوم ويفوز بأنوار حضرة المعلوم ؛ ذلك ان نصائح القلم الاعلی لم تؤثر في الصخرة الصماء ولم تثمرشيئا.» وقد طبع البهائيون أيضا مجموعة من مؤلفات بهاء الله تحمل العنوان العام«آثار القلم الاعلی». ایضاً، قد لوحظ آنفاً انّه بروایه البهایّین،نزل لوح بهاء الله في الردّ على الملا علی محمّد سراج « من القلم الاعلی »

اذن ینبغی القول بأنّ بهاء الله تحدث عن أوامره هو بقتل هؤلاء الاشخاص لكنه بادر الى النهي عن القتل أيضا وما أراد أن يكتبها بشكل علني. وعلى هذا الاساس ینبغی ان تفسّر خطاباته الاخرى وخطابات ابنه عباس افندي(عبدالبهاء)، حول قتل اولئك الأزلیين بيد الله ايضا على هذا المنوال.

وفي هذا المجال، ينبغي الاهتمام بكلام الكُتاب البهائیین ايضا. وذکرآنفاً انّه كتب فاضل المازندراني في شرحه عن قتل الازلیين في عکا قائلا إنهم «تعرضوا للغضب الالهي» وقتلوا بأيدي عدد من البهائیين. فهو مع أنه تحدث عن عدم تدخل بهاء الله في شرح قتل الحاج میرزا احمد الکاشاني، لكنه ذكر القاتل ب «الشاب الشجاع». ونظرا لما جاء في خطاب بهاء الله، فإنه يجب تحليل كلام هذا الكاتب البهائي البارز في هذا المنحى أيضا.

وفي هذه الأثناء، ينبغي لنا أن نعلم ان بهاء الله قام فی السنوات التالیه ایضاً بامره ذلک وما شابهه«الّذی نزل من القلم الاعلی» لكنها إعتبرت في «الظاهر» «تعارض الامر الجدید»:

ومع انها نزلت في الايام الاولى من القلم الاعلی ماكان ظاهرها معارضا للامر الالهي الجديد، ومن جملة الامثال لهذه الفقرات النازلة قوله:«قد طالت الأعناق بالنفاق! أين أسياف قدرتک يا قهّار العالمين؟»، ولکن المقصود منها لم يكن النزاع والفساد، بل المقصود منها هو اظهار مراتب ظلم الظالمين وشقاء المشرکين ليعلم الکل ان ظلم فراعنة الارض بلغ حدا لنزول امثال هذه الآية من القلم الاعلی!

و الآن، نوصي عباد الله أن لا يتمسكوا ببعض الآيات ولا يسببوا الضرر للعباد! والنصر في هذا الظهور الاعظم ينحصر في حکمة وبيان جند الله. الاعمال الطيبة الطاهرة والاخلاق المقدسة کانت ولاتزال مرضیّه وقائد هؤلاء الجنود هو تقوی الله. وتکرر نزول هذا البيان في الصحف و الکتب و الالواح: خذوا يا قوم ما اُمرتم به من لدی الله المهيمن القيّوم! إنّه يأمرکم بما يحفظکم و ينفعکم إنه هو الفضال الکریم.

 الخلاصة

لعب میرزا حسینعلي بهاءالله دور الوسيط في بغداد لمدة عشرة اعوام بين البابیين وزعيمهم الخفي، میرزا یحیی المسمى ب صبح الازل. وقد دأب طيلة كل هذه الفترة على ممارسة نشاطه الخفي لنشر دعوته الجدیدة باعتباره موعود الباب وصاحب الدین بعد عقيدته ولكنه كان في الظاهر المطیع التام والتمام ل صبح الازل. وبعد ان اظهردعوته الجدیدة، إنبری بعض كبار البابية لمعارضته. وفي هذه الاثناء تم قتل البعض منهم بايدي أنصار بهاء الله. وحسب روایة الازلیين والبهائیين، فإن إلحاق الأذى بالمعارضين وحتى قتلهم كان مشهودا بين اتباع بهاء الله. وفي هذه الأثناء رأى أنصار صبح الأزل أن قتل المعارضين ل بهاء الله جرى بامر من بهاء الله نفسه لكن البهائیين يعارضون هذا الرأي في مؤلفاتهم. وفي الخطوة الاولى، ونظرا للشهادات التي وردت من قبل الأزليين ومن البهائیين أيضا حول عدد من جرائم القتل لبعض كبار الأزليين، فإنه ينبغي الإذعان بما يقرب من الیقین بأن قتل كبار الأزليين الآخرين المعارضين ل بهاء الله ـ والذي ذكر من قبل الأزليين فقط ـ کان من فعل البهائیين ايضا. وفي الخطوة الثانية، ومن خلال تحلیل أقوال بهاء الله ـ الذي يفصله القليل جدا فقط عن الصراحة والبيان ـ ينبغي الاذعان الى انه هو الذي اصدر اوامره في الواقع لقتل ازلیي عکا. وعلى هذا الاساس فانه من المحتمل ان يكون قتل الازلیين الاخرين جرى بامره هو ايضا.

المصادر

۱- اشراق خاوری، عبدالحمید. مائدة السماء. بي‌جا.، مؤسسة ملی مطبوعات امری، ج ۵ (بی تا.)، ج ۸ (۱۲۹ بدیع)

۲- بهاءالله، میرزا حسین علي. اشراقات و عدة ألواح اخرى. بی‌جا.، بی‌نا. (طبعة حجرية )، بی‌تا.

۳- ــــــــــ . اقتدارات. بی جا.، بی نا. (طبعة حجرية)، بی‌تا.

۴- هامش ترجمة تاریخ الباب باللغة الروسية مخطوطة، مكتبة جامعة برینستون، مجموعة ویلیام میلر، ش ۲۶۱.

۵- دولت آبادي، حاج میرزا هادي، فصل الکلام. مخطوطة

۶- رباني، شوقي. توقیعات مبارکة (لوح القرن احباء الشرق: نوروز ۱۰۱ بدیع). بی جا.، مؤسسة ملي مطبوعات امری، ۱۲۳ بدیع.

۷- شریف کاشاني، شیخ محمّدمهدي. تاریخ جعفري. مخطوطة.

۸- [عبدالبهاء، عباس]، تذکرة الوفاء فی ترجمة قدماء الأحباء. حیفا، المطبعة العباسیة، ۱۳۴۳ ق.

۹- فاضل مازندرانی، اسدالله. اسرار الآثار الخصوصية. بی‌جا.، مؤسسة ملی مطبوعات امری، ج۱ (۱۲۴ بدیع)، ج ۳ (۱۲۸ بدیع)، ج۴ و۵ (۱۲۹ بدیع)

۱۰- ــــــــــ . تاریخ ظهور الحق. ج ۴، ۵، ۶ و ۷ (مخطوطة)، ج ۳ (بی‌جا.، بی‌نا. [طباعة البهائیين]، بی‌تا)، ج ۸، بی جا.، مؤسسة ملی مطبوعات امری، بخش نخست (۱۳۱ بدیع)

۱۱- قزوینی، محمّد. مذكرات القزویني. بجهود ایرج افشار، تهران، انتشارات علمی، ۱۳۶۳.

۱۲- کاشاني، حاج میرزا جاني. نقطة الکاف. بجهود ادوارد براون، لیدن، مطبعة بریل، ۱۳۲۸ ق.

۱۳- کرمانی، میرزا آقاخان؛ روحی، شیخ احمد. هشت بهشت. بی‌جا.، بی‌نا. [طباعة البابیين]، بی‌تا.

۱۴- گلپایگاني، میرزا ابوالفضل؛ گلپایگاني، سیّد مهدي. کشف الغطاء عن حیل الأعداء. طاشکند، بی‌نا.، بی‌تا.

۱۵- النبوي الرضوي، سیّد مقداد. دولت‌آبادي، هادي. مجلة جهان اسلام، ج ۱۸، تهران، بنیاد دائرة المعارف الاسلامية، ۱۳۹۲.

۱۶- نراقي، ملا محمّدجعفر. تذکرة الغافلین. مخطوطة، مكتبة جامعة کمبریج، مجموعة ادوارد براون، ش F.63

۱۷- نوری، عزیة خانم. تنبیه النائمین. بسعي السيد مقداد النبوي الرضوي، تهران، نشر نگاه معاصر، ۱۳۹۴.

18- [كاتب مجهول ]، تاریخ امر. مخطوطة.