احتوى كتاب الأقدس على معان سخيفة، وأفكار ساذجة، وأحكام متناقضة وعشوائية لا يقبلها العقل المستنير، لما بها من جهل مركب بأمور الحياة والمجتمع، وكذلك لعظم ما فيها من المخاتلة والتصنع، وفي السطور التالية عينات من جنين البهاء المشوه الذي حاول أن يسوقه للدهماء فقال”قل تالله لا تغنيكم اليوم كتب العالم وما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب” فماذا قال البهاء في هذا الكتاب؟ قال التالي:
” ينبغي اليوم لمن شرب رحيق الحيوان من يد ألطاف ربه الرحمن أن يكون فياضاً كالشريان في جسد الإمكان”
وسوف أقاوم ما استطعت الرغبة في السخرية، لكن ألستم معي في أن البهاء كان رجلاً مهزاراً، أم تُرى أن الشيطان أعماه عن مدى الخطأ والضلال في كلامه.. فما هو رحيق الحيوان؟ وما هو جسد الأمكان؟!(1)
يقول : “وجعلنا الدار المسكونة ، والألبسة المخصومة للذرية من الذكران دون الإناث والوراث ، إنه هو المعطى الفياض”
ذلك قول باطل لأنه يخالف العدل ، فكيف يحرم الإناث ويعطى للذكران ، بأى شرع ومنطق ، إنها لمضيعة لحقوق طائفة من البشر .
وقوله: ” ومنهم من يدعى الباطن وباطن الباطن قل أيها الكذاب فالله ما عندك إنه من القشور تركناها لكم كما تترك العظام للكلاب ”
وإننا لنجد الخطاب يشتمل على سفاهة واضحة ، وأسلوب بذيء مع مخالفيه
وقوله:”من يؤول هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر إنه محروم من روح الله ورحمته التي سبقت العالمين “
“إن الذي نزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر إنه ممن حرف كلمة الله العلياء، وكان من الآخرين في كتاب مبين”
وهذا قول يناقض به نفسه: إذ إنه يؤول آيات القرآن الكريم خلافاً لمدلولاتها اللغوية، وأسباب النزول إلخ من متطلبات تأويل آيات القرآن الكريم .
وقوله:” إنا ما دخلنا المدارس، وما طالعنا المباحث، اسمعوا ما يدعوكم به هذا الأمي إلى الله الأبدي، إنه خير لكم مما كنز في الأرض لو أنتم تفقهون ”
ذلك قول يخالف الحقيقة التي أجمع عليها المؤرخون من أنه تعلم القراءة والكتابة ، ودَرَس كتب الصوفية وخالطهم ، وكذلك دراسته لعقيدة الشيعة الإمامية وكذلك اليهودية والمسيحية والزرادشتية والكونفوشيوسية .
وقوله: “ليس لأحد أن يعترض على الذين يحكمون العباد دعوا لهم ما عندهم ، وتوجهوا إلى القلوب”
تلك دعوة للاستسلام ، وعدم دفع الظالمين عن ظلمهم ، وجعل البشر في وضع الحيوان الذي يستسلم لصاحبه مع فارق أن الحيوان حينما يضرب يحاول التعبير عن نفسه بالنفور والدفاع ، لكن الإنسان في ذلك الوضع ليس له الحق في ذلك ، وهو أمر يشجع على الاستمرار في أفعالهم الظالمة .
وقوله :” قد حرمت عليكم أزواج آبائكم ، إنا نستحيي أن نذكر حكم الغلمان، اتقوا الرحمن، ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح “
من الغريب حقاً أن يستحي الله من ذكر حكم يسير عليه عباده؛ فالله لا يستحيي من الحق ، فلا يعقل أن يترك الله أمراً هاماً هكذا دون أن يبينه للناس .
ومن الأقوال التي يقف الشخص أمامها مندهشاً من سخافتها قوله:”من يقر أ آية من آياتي خير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين”
وقوله : ” من يحزن أحداً فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذهب هذا ما حكم به ولى العالمين”
وقوله : “اغسلوا أرجلكم كل يوم في الصيف، وفى الشتاء كل ثلاثة أيام مرة واحدة، ومن اغتاظ عليكم قابلوه بالرفق”
ومن الافتراء أن يدعى البهاء نفسه أنه الله في كتابه الأقدس تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وقوله: ” ليس لأحد أن يعترض على الذين يحكمون العباد، دعوا لهم ما عندهم ، وتوجهوا إلى القلوب “
دعوة صريحة إلى الخنوع والمسكنة، وتشجيع واضح للظالمين في ظلمهم وطغيانهم، وإنزال البشر منزلة قطيع من الغنم لا حرية لهم ولا إرادة، ورجوع بالإنسانية إلى عصور الهمجية والعبودية إن كل نبي جاء، دعا الناس إلى مناهضة الطغاة والجبابرة. وما أجمل وأعظم وأصدق من قول رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم “سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ”
وقوله: “ أدخلوا ماءً بكرا، والمستعمل منه لا يجوز الدخول فيه. إياكم أن تقربوا خزائن حمامات العجم. من قصدها وجد رائحتها النتنة قبل وروده فيها. تجنبوا يا قوم ولا تكونوا من الصاغرين. إنه يشبه بالصديد والغسلين إن أنتم من العارفين ، وكذلك حياضهم النتنة اتركوها وكونوا من المقدسين “
معلوم بالضرورة وتقرر لواقع بديهي يعرفه الجاهل والعالم. وقواعد النظافة التفصيلية من شأن العقل البشري، وليس من شأن الوحي الإلهي. فالوحي الإلهي يأتي بدساتير عامة ، وأنظمة جامعة ومثل إنسانية. أما التفصيلات وأمور الدنيا الفرعية فمتروكة لإفهام البشر والوحي الإلهي أجّل من أن يحتوي على مثل هذه الأمور، بوسع طبيب أن يدل الناس عليها بكلمات أوضح ، وقواعد أضبط ، وتعليمات أدق مع يبان الأسباب وشرح العلل وأصول الوقاية مشفوعة بالصور العلمية والتجارب المختبرية.
يقول :”قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريتي أن اعلموا حدودي حباً لجمالها ، طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة التي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا توصف بالأذكار ، لعمري من شرب رحيق الإنصاف من أفق الإبداع . لا تحسبن أنا نزلنا لكم الأحكام ، بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة والإقدار . يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي ، تفكروا يا أولى الأفكار”
وقوله :” يا معشر الملوك، أنتم المماليك قد ظهر المالك بأحسن الطراز (يقصد بذلك نفسه)، ويدعوكم إلى نفسه المهيمن القيوم إياكم أن يمنعكم الغرور عن مشرق الظهور أو تحجبكم الدنيا عن فاطر السماء”
ويطلق على نفسه مالك الأسماء فيقول :” اسمعوا نداء مالك الأسماء ، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم ، أنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المسخر المتعالي العليم الحكيم “(2)
ويتحدث ذلك البهاء عن إلوهيته المزعومة فيقول في كتابه الأقدس الذي يحتوى على ضلالا ته وأكاذيبه: “طوبى لمن أمر بالله وآياته ، واعترف بأنه لا يُسأل عما يفعل هذه كلمة قد جعلها الله طراز العقائد وأصلها وبها يقبل عمل العاملين . اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم ، لئلا تزلكم إرشادات المعترضين ، لو يحل ما حرم في أزل الآزال أو العكس، ليس لأحد أن يعترض عليه ، والذي توقف في أقل من آن إنه من المعتدين . والذي ما فاز بهذا الأصل الأسنى والمقام الأعلى تحركه أرياح الشبهات وتقبله مقالات المشركين . من فاز بهذا الأصل قد فاز بالاستقامة الكبرى ، حبذا هذا المقام الأبهى الذي يذكره زين كل لوح منيع . كذلك يعلمكم الله ما يخلصكم عن الريب والحيرة وينجيكم في الدنيا والآخرة ، إنه لا إله إلا أنا العزيز الحكيم ”
وذلك افتراء كبير تعالى الله عز وجل عما يصفون { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }الكهف5
ولا نتصور أن عاقلا يعتقد الإلوهية في بشر مثله لا حول له ولا قوة ، كيف صدق ذلك الأتباع السذج ادعاءاته الباطلة والتي لا يقبلها أي عقل سليم .
ولأنه الله فله أن يحل ما حرم في أزل الآزال أو يحرم ما أصل ، فليس لأحد أن يعترض على حكمه كما ادعى ، أليس هو الله الذي لا يسأل عما يفعل ، (تعالى الله عما يصفون )
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257
وعن الأقدس يقول إحسان إلهي ظهير ( الجدير بالذكر أن البهائيين لم يطيعوا الأقدس مدة طويلة ، وبعكس ذلك كانوا يمنعون الآخرين من أتباعهم من طبعه خوفاً من الخزي والفضيحة . ورغبة في إخفاء الجهل الشائن والحمق المطلق المتدفق في كل سطر من سطوره وفقرة من فقراته لا يقع في مثله متعلم مبتدئ وفضلاً عن العالم والعارف المثقف لما فيه من أخطاء فاحشة ، وأسلوب ركيك وتراكيب ضعيفة وغريبة…كل فقرة من فقراته أو عبارة من عباراته مهملة رديئة ومليئة بالأخطاء من حيث اللغة والقواعد ، بل وكل جملة من جمَلِه ، وكلمة من كلماته تخالف محاورات العرب وأساليبهم ، فلا تجد عربياً يكتب مثلما كتب ، ولا ينطق مثلما نطق من الأولين ولا الآخرين ، وأطفالهم وجهلتهم يشمئزون وينفرون من تلك العربية التي يصوغها إله البهائية وربهم”
والمتصفح لذلك الكتاب المزعوم أنه مقدس يجد أنه صناعة بشرية ولا أدل على ذلك من كلماته التي تفضح كاتبها ، ومن نصوص ذلك الكتاب التي تدل على بطلان ادعاء أنه وحى إلهي ..
يقول:” باسم الحاكم ما كان وما يكون ،أول ما كتب الله على العباد عرفان مشرق وحيه ، ومطلع أمره الذي مقام نفسه في عالم الأمر والخلق ، من فاز به فقد فاز بكل الخير ، والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال ، إذ ا فزتم بهذا المقام الأسنى ، والأفق الأعلى ينبغي لكل نفس أن تتبع ما أمر به من لدن المقصود لأنهما معاً لا يقبل أحدهما دون الأخر ، هذا ما حكم به مطلع الإلهام ، أن الذين أوتوا البصائر من الله يرون حدود الله السبب الأعظم لنظم العالم وحفظ الأمم ، والذي غفل إنه من جمع وتاه إنا أمرناكم بكسر حدودات النفس والهوى من القلم الأعلى إنه لروح الحيوان لمن في الأمكان قد ماجت بحور الكلمة والبيان بما هاجت نسمة الرحمن ، اغتنموا يا أولي الألباب، إن الذين نكثوا عهد الله في أوامره ونكصوا على أعقابهم أولئك أهل الضلال لدى الغنى المتعالي، يا ملأ الأرض فاعلموا أن أوامري سرج عنايتي بين عبادي، ومفاتيح رحمتي لبريتي ، كذلك نزور الأمر من سماء مشيئة الرحمن ، لينفق ما عنده ولو يكون خزائن الأرض ليثبت أغراض أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف. قل من خدودي يعرف قميصي ، وبها تنصب أعلام النصر على الفتن والأتلال، قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريتي ، أن اعلموا حدودي حباً لجمالي ، طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمات التي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا يوصف بالأذكار ، لعمري من شرب من رحيق الأنصاف في أيادي الألطاف إنه يطوف حول أوامري المشرقة من أفق الإبداع ، لا تحسبن أنّا نزلنا لكم الأحكام بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدوة والاقتدار ويشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا أولى الأفكار”
وقال في خطابه إلى عباده: “يا عباد الرحمن، قوموا على خدمة الأمر على شأن لا تأخذكم الأحزان من الذين كفروا بمطلع الآيات، لما جاء الوقت وظهر الموعد اختلف الناس وتمسك كل حزب بما عنده من الظنون والأوهام، من الناس من يقصد وصف النعال طلباً لصدر الجلال قل من أنت أيها الغافل الفرار، ومنهم من يدعي الباطن وباطل الباطن، قل يا أيها الكذاب تالله ما عندك أنه من القشور وتركنا لكم كما نترك العظام للكلاب، تالله الحق لو ينسل أحد رجل العالم ويعبد الله على الأوغال والشواحن والجبال والقنان والشناذيب وعند كل حجر وشجر ومذر لا يتضوع منه غرف رضائي لن يقبل أبداً هذا فاحكم مولى الأنام”
وقوله في الحديث باسم الإلوهية: “يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم إنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي الحكيم العلي إنه لا إله إلا هو المقتدر على العالمين.. ولو يشأ يأخذ العالم بحكمة من عنده إياكم أن تتوقفوا في هذا الأمر الذي خضع له الملأ الأعلى وأحل مدائن الأسماء اتقوا الله ولا تكونن من المحتمين أحرقوا الحجبات بنار حبي والسبحات بهذا الاسم الذي به سحرنا العالمين ”
وقوله : ” من يحزن أحداً فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذهب هذا ما حكم به مولى العالمين ” (يقصد نفسه كما ثبت لنا من قبل)
وقوله : “كتب عليكم تجديد أسباب البيت بعد انقضاء تسعة عشرة -الصواب: تسع عشرة سنة- كذلك قضى الأمر من لدن العليم الخبير “
وقوله : “ اغسلوا أرجلكم كل يوم في الصيف وفي الشتاء كل ثلاثة أيام مرة واحدة، ومن اغتاط قابلوه بالرفق ”
وقد تُغنى هذه النصوص بنفسها عن كل تعليق عليها بما يظهر بطلان ادعاء أن هذا الكتاب وحى إلهي، سواء كان ذلك من جهة ما تضمنه من المعاني أو من جهة أدائه لتلك المعاني، فمن الواضح أنه كلام دعي يلح على العقول والقلوب أن تعترف له بأنه المظهر العامل لذات الله وصفاته، وبماله- بذلك من مقام يرفعه فوق مستوى البشر ويؤهله لأن يغير ويبدل في شرائع الناس وعباداتهم ويدل على أن الكتاب مجرد تعبير عن هذه النزعة الشخصية أسلوبه الذي كان يجب كأول دليل على سماويته أن يخلو مما فيه من الاضطراب والخطأ والتقليد
الماخذ : https://www.antibahai.com/site/modules.php?name=News&file=article&sid=55
_____________________________________________________________________________________
1-عاطف عبد الغني (وثائق واعترافات البهائيين)
2- البهائية وجذورها البابية