نشر الدين البهائي في اسرائيل وتبليغ الاسرائيليين بالدين البهائي

أظهر البهائيون دينهم للبشرية على أنه الدواء للآلامهم وأوجاعهم. ومن جانب آخر وبناء على رسالة بيت العدل للدين البهائي في اسرائيل يجب أن لايتم هذا الأمر، حتى أنه لا يحق للاسرائيليين في خارج اسرائيل ويريدون العودة إليها أن يقوموا بنشر دين البهائية.

عزیزی البهائی

 

لقد استلم بيت العدل الالهي الأعظم بريدكم الالكتروني في تاريخ 29 يونيو 1995 وفيه تمت الإجابة على طلبنا.

كنتم قد سألتم عن قانون عدم تبيلغ الدين البهائي للاسرائيليين وبناء على الظروف التي أنتم فيها فقد تواصلتم مع أحد من أعضائنا.بيت العدل لم يكن يُرد ألا ترتبطوا مع أحبائنا الاسرائيليين.حينما فهمتم أنّ شخصاً ما قد ارتبط مع اسرائيلي يمكنكم أنتم أن تتواصلوا معه وترتبطوامعه كعلاقة الصديق بصديقه، لكن يجب ألا تتحدثوا معه حيال نشر الدين البهائي وتبليغه.وإذا كان صديقكم هذا على معرفة بديننا سابقا أو على علاقة به فما عليكم إلا أن ترشدوه إلى مكاتب الدين الالهي في حيفا للحصول على معلومات إضافية.

لمعلوماتكم فإن الشعب الاسرائيلي على اطلاع صحيح بالدين البهائي الحاوي على تاريخ وقوانيين وتعاليم خاصة به. إنّ الكتب المتعلقة بالدين البهائي متوفرة في المكتبات الاسرائيلية. كما أنّ زيارة الأماكن المقدسة تتم عن طريق الاسرائيليين أنفسهم. على الرغم من الحفاظ على القانون الصادر من جناب بهاء الله وتم إصداره عنه ، فإنّ البهائيين لا يقومون بنشر الدين البهائي في اسرائيل. وبناء على هذا ايضاً فإن الدين البهائي لا يُبلغ للاسرائيلين الذين يعيشون خارج اسرائيل ويريدون العودةإليها. حينما يسأل الاسرائيليون عن الأمر المبارك فإنه يتم الإجابة على أسئلتهم بناء على المعلومات الصحيحة لا أن يكون فقط لمجرد تمايلهم إلى ديننا والأمر المبارك لدينا. 

 مع أحر التحيات»

السؤال المطروح هنا لماذا لا يجب أن يعطى للاسرائيليين دواء آلام البشرية الذي يدعيه البهائيون ؟

لماذا يجب أن يكون الحديث معهم بحيث ألا تكون هناك علاقة شديدة بالأمر المبارك؟

إنّ جواب أحد هذين السؤالين اللذين طُرحا متعلق بأمر عبدالبهاء الذي يقول:

“إذا كان الدين سبباً للعداء فلا فائدة منه والبقاء بدون دين أفضل”، في الظروف الحالية فإنّ نشر الدين هناك لن يجلب الوحدة، بل سيؤدي للعداوة والبهائيون لا يريدون هذا الأمر.

هذا الأمر كان موضع اختلاف البهائيين منذ تأسيس دينهم سواء أكان بين الأخوين( يحيى صبح أزل وميرزا حسين علي بهاء الله)، أو الذين جاؤوا بعدهم.هذا الأمر نفسه أدى إلى زيادة العداوة الشديدة، لذلك فعدم وجوده أفضل . ( طبعا هذا بناء على كلام عبدالبهاء).

السؤال هنا كيف لا يمكن أن يتم نشر هذا الدين في اسرائيل بهذا الشكل لأنه سيجلب العداوة والبغضاء، في حين أن نشر الدين يجب أن يتم في المجتمعات الإسلامية ولوأدى الأمر إلى تنازع العائلات مع بعضها.

من جانب آخر حينما يذهب شخص ما إلى فلسطين بدون إذن من السيد شوقي ، فإنّ والده يُهدد بأنه لا يحق له التواصل معه. هل جميع هذه التصادمات امتداداً لإزالة الآلام.

كذلك وبناء على هذا الاستدلال ففي الهند التي تشهد نزاعات كثيرة بين الهنود والمسلمين أو في باقي المناطق الأخرى التي تشهد نزاعات طائفية ، هل يجب ألا يتم نشر الدين البهائي ايضاً حتى لا تزداد العداوات . وفي اسرائيل أيضا هناك نزاعات ونحن لا نريد أن يدخل دين جديد في هذه النزاعات.

ألم يكن دين البهائية سبباً للنزاع بين ميرزا يحيى وميرزا حسين علي؟ ألم يكن هذا النزاع بداية لإدعائكم؟ كيف تم طرد عائلة شوقي؟ إذا لم يكن هذا منذ بداية عهدالبهائية لما كانت قد وجدت كل هذه النزاعات؟

للإجابة حيال هذا السؤال فإنه استُفيد من طريقة أخرى وهي المقايسة بين البهائية والإسلام.في حين أنّ هناك ملاحظة مهمة حيال بيت العدول( بعنوانه المرجع المصان من الخطأ)الذي قد أصدر قراراً بحيث يتم الحديث مع الاسرائيلي بشكل لا تصبح له علاقة وتعلق بالبهائية.وإذا أردتم أن نقارن أيضاً، فإنه لابدّ من الاتيان بمثال يتناسب مع الموضوع المطروح، يعني ” إذا كان المرجع المصان من الخطأ في الإسلام كيف له أن يصدر قراراً لا يحق فيه نشر ولاية الإمام عليّ على قوم من الناس.” 

الجواب الآخر المتعلق بسؤال نشر الدين لدى الاسرائيليين وتبليغه لهم فإنّ القانون قد تم إصداره منذ أيام بهاء الله ليس واضحاً، لكن يبدو أنه لا يوجد توضيح منه حيال هذا الموضوع، وبناء على ذلك فإنّ الأشخاص العاديين لا يجب عليهم نشر الدين البهائي ولا يتم تبليغه ونشره في المنطقة أيضاً. 

كما أنّ البهائيين ليس لديهم تعريف واضح ومحدد حيال الأرض المقدسة بناءً على وجهة نظر ولاة أمورهم، وفيما يتعلق بهذا السؤال فإنهم قد التزموا الصمت على الأقل.

هل الأرض المقدسة تشمل حيفا وعكا فقط أم أنها تتضمن بيت المقدس وتل آويو أيضاً؟ إذا كان هناك جواب مثبت فما هو الدليل، وإذا كان منفياً بناء على أي شيء قداستندتم؟

على الرغم من أنه لا يحق لأي بهائي أن ينشر الدين البهائي في اسرائيل، فكان السفر والإقامة في اسرائيل محدود ومرتبط بإذن من بيت العدل. يبدو لكم أنّه لا قلق من عدم رواج البهائية بين الناس، لكنّ الإقامة والسفر أيضاً بواسطة بيت العدل فهو محدود.طبعاًاسرائيل لا مشكلة لها حيال هذا الأمر ، لكنّ هذه المحدودية التي قد أقرها بيت العدل مثيرة للتساؤل.

الحقيقة أنّ بيت العدل لم يعط للاسرائيليين الحق للدخول في البهائية. وقد تم الإتيان بالدليلين التاليين:

1-  

في الفيلم الوثائقي حيال حياة الخلوة، ففي تلك الأيام قد تحدثت مع موري سميث الذي أُوكل إليه منصب معاون الأمين العام للمركز العالمي. وهناك قد صرّح أنه إذا كنتم في اسرائيل فعندئذ لا تستطيعون أن تكون أعضاء في البهائية. طبعاً، كان قد توفي موري سميث في نيوزلندا في شهر أكتوبر سنة 2009 بسبب معاناته بمرض السرطان، لذلك أراد البهائيون أن يبحثوا في الأمر أكثر ، إلا أنهم ما استطاعوا في تلك الفترة الاتصال به،لكنه بإمكانهم التواصل مع المركز العالمي بكل سهولة أو مع المسؤولين الذين عُينوا بدلاً عن موري سميث حتى يطمئنوا حيال هذه المسألة. لابد من إدراك أنّ التحدث مع  معاون الأمين العام للمركز العالمي بواسطة أي شخص، يضع صاحبه في موضع المساءلة القانونية حتى لو تم ذكر ذلك في الفيلم دون أن يأتي المتحاورون بالأدلة المطلوبة.     

2-  

جاء في الرسالة التي أرسلت في 20 أكتوبر 1994 من جانب بيت العدل إلى جميع المحافل الوطنية أنه إذا أراد أي اسرائيلي أن يصبح بهائياً وكانت لديه الرغبة للعيش في اسرائيل ، فإنه لا يتم قبوله في دين البهائية.

3-  

كما تم توضيحه فهنا ليس موضعاً للبحث . بالإضافة إلى منع نشر البهائية بين الاسرائيليين ، فقد جاء في هذه الرسالة أنه إذا رغب اسرائيلي ما وأعجب بالبهائية وتقدم بطلب للتسجيل والدخول فيها فشرط قبول هذا الطلب مرهون بعدم عودته إلى اسرائيل.

4-  

ومن بعد هذا فعلى جميع البهائيين الراغبين بالذهاب إلى اسرائيل ( الذي لا يعد بلد ذلك الشخص) لابد له من الحصول على إذن بيت العدل للسفرإلى اسرائيل.

5-  

وكما تم توضيحه فإنّ الشخص الراغب في الدخول إلى البهائية عليه أن يترك اسرائيل ولا يحق له البقاء فيها.

6-  

في حين أنّ اسرائيل لا مشكلة لديها في دخول وإقامة البهائيين فيها، وهي تتعامل معهم كباقي المواطنين الآخرين ، إلا أن بيت العدل هو الذي يلزم البهائيين بالحصول على إذنه للسفر إلى اسرائيل حتى لو كان السفر تجارياًأو لزيارة الماكن المقدسة للبهائيين.

7-  

وإذا سافر أي بهائي دون الحصول على إذن بيت العدل فإنه من المحتمل أن يطرد من اسرائيل ، وشوقي أفندي خير مثال على ذلك حينما أقدم على هذا الأمر شخصياً دون الحصول على الإذن.