نقد و دراسة ضرورة حول تجديد النبوة على أساس متطلبات العصر

1-  تمهيد

 

هناك أفكار و آراء مختلفة عن سبب إرسال الأنبياء بعد الأديان السابقة بين المتكلمين: منهم من يعتبر أسباب تجديد الأنبياء عدول أصحاب الأديان السابقة عن التعاليم الرئيسیّة و الأصلية لدينهم والإنحراف عنها. على سبيل المثال عندما اختفى التوحيد عن المعتقدات الإسلامية و حل التثلیث محله ظهر الإسلام و دعا الناس مرة أخرى الی التوحيد. وفقاً لهذه النظر عندما كان طريق عبادة الله والوصول إلى السعادة يختفي عن آخر دين الله، يفتح الله الطريق أمام الإنسان بتجديد الأنبياء. و بعض آخر من المفكّرين من يعتبر تقدم البشر و تكامله و حاجته الی التعاليم المتقدمة في كل فترة من أسباب ارسال الأنبياء و هم يعتقدون أن تقدم المجتمعات الإنسانية في مختلف الفترات و الأزمنة سبب في ارسال الرسل و انزال الکتب بالتعاليم الجديدة موافقاً لحاجات كل عصر حتى يضعون تعاليماً موافقة مع حوائج الإنسان الجديدة.

 

وفقاً لهذه الفکره الأخيرة كان من الضروري أن يبعث النبي الجديد بين أعرق المجتمعات الإنسانية حضارة مما عرف الی ذلك الزمن حتى يهدي القافلة الإنسانية من آخر غاياته التي وصلت إليها إلى مثل أعلى لكن نبي الإسلام محمد صلى‌الله عليه وآله وسلم بعث فی الأعراب الجاهلية وهم من أكثر الأقوام البدویّه وفقاً للنظرة الأخيرة ينبغي أن يبعث بين الفرس أو اليونان حتي يقيم المزيد من التقدم للبشرية و يوفّر احكام وقواعد تناسب حاجاتهما و هما من أكثر الأقوام تقدما في ذلك الزمان.

 

أما البهائيون فهم مع التمسک إلى السبب الثاني يعتبرون تجديد الدين بعد الإسلام امراً طبيعياً و موافقاً للسنة الإلهية و ينبغي تجديد النبوة في فترات زمنية مختلفة وفقاً لظروف المجتمعات في رأيهم.

 

1-تأويلات البهائية فی ضرورة تجديد النبوة

 

يقول عبدالبهاء: « بالنسبة لجميع الأمور المتجددة فينبغي إزالة التقالید بأكملها و ضوء تألق الحقيقة و ترويج تعاليم حضرة بهاءالله التي تملأ الأفق و تعتبر نفثات روح القدس» ( مکاتیب ج 3 ص 332).

 

و قد كتب البهائیون مقالات في هذا المجال و منهم من خصّ فصلاً من فصول كتابه بـ” ينبغي للدين أن يكون موافقاً لحوائج الزمن” و ذلك اقتباس ممّا قال عبدالبهاء (اشراق خاوري، رسالة ملكوت، 190).

 

و في العصر الحديث يروّج البهائيون الاستناد لهذه الحجة و منهم من يعتقد أن تأريخ قواعد الدين الإسلامي و أحكامها قد انتهي و لايمكن القيام بأوامر و قوانين القرآن الكريم في العصر الراهن و تطبيقها بالتالي ينبغي ارسال الله نبياً جديداً لوضع قواعد جديدة متناسبة و موافقة لحوائج الإنسان و لايمكن البقاء على قواعد دين معين حتى النهاية (مطلق، «هل الإسلام هو الدين الأخير؟» 23، كراسة رفع الشبهات، صص 100-101).

 

2-نقد هذه الحجة و دراستها

 

إن نقبل حجة البهائيين في ضرورة تجديد النبوة فهذا الادعاء – النبي الجديد هو بهاءالله – يتطلب الأسباب و الحجج بالتالي فنحن نقوم بدراسة هذا الموضوع في ثلاثة محاور وهي البهائية و متطلبات العصر و ختم النبوة في البهائية و خلود دين الإسلام و ذلك رداً على استدلال ضرورة تجديد النبوة على اساس مقتضیات الزمان.

 

3-1-  البهائية و متطلبات العصر

 

إن نعتبر المتطلبات الإجتماعية و تقدم الحياة الإنسانية دليلاً على ضرورة تجديد النبوة، فلابد ان نعتقد أن تاريخ الدين البهائیه قد انتهى ایضاً في عصرنا الراهن لوقلنا كونه من جانب الله و ينبغي أن يبعث الله نبيّا ًجديداً لهداية البشر. لأن حضرة بهاالله عاش في عصر كان البغل و الحمار يعتبران مطي الإنسان كما كان طعام الناس و ألبستهم يناسب كثيراً حياة نبي الإسلام صلى‌الله عليه وآله وسلم. و في العصر الراهن الذي تقدمت العلوم تقدماً ملحوظاً و تأثرت حياة الناس بالتطورات الإقليمية كما حدث ما يسمى بتفجّر المعلومات و تمتع الإنسان بآليات لم تكن أبدا في زمن بهاءالله و في العصر الذي ملأت العالم برمّته من المشاكل الثقافية والإقتصادية والنفسية والأخلاقية الجديدة العالم برمته، فهل ليست هناك حاجة لتجديد النبوة و ارسال نبي جديد؟

 

إن نقبل الحجة على ضرورة تجديد النبوة على اساس المتطلبات الثقافية للعصر فلابد أن نعتقد بضرورة بعثة نبي بعد بهاءالله و هل يتمكن البهائيون من التعريف بنبي جديد ظهر بعد بهاءالله و جاء بأحكام و قواعد جديدة على اساس متطلبات العصر؟

 

3-2-زعم ختم النبوة في البهائية

 

و الجدير بالذكر أن هناك جملات وعبارات صدرمن رجال الدين البهائي تبيّن ادعاء ختم النبوة للبهائية و يقول بهاءالله: «لعمري إن جميع الظهورات انتهت بهذا الظهور الأكبر و من يدعي بعد ذلك بظهور جديد فهو كذاب و مفتر» (اقتدارات،  ص 327).

 

يلاحظ أنه مع الإدعاء بختم النبوة للدين البهائي فيلغي بالفعل البحث عن ضرورة بعثة نبي جديد إثر متطلبات العصر لاطائل تحته بمعنى أن زعماء البهائيين يعتبرون الايمان بختم النبوة أمراً سيئاً لدين الإسلام فقط و يعتقدون بنسخ قواعد الإسلام و أحكامه بعد مضي الأيام و المتطلبات الجديدة لكن عندما يصل الدور للبهائيةيعتبرون أي ادعاء جديد باطلًا بعده. لیت شعری بماذا یجیبون هذا التناقض البیّن.

 

3-3-  الإسلام هو النهاية بالنسبة للأديان السابقة

 

في القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أنه لن يبعث نبي جديد بعد رسول الله  محمد صلى‌الله عليه وآله و أن الدين الإسلامي يكفي لجميع أبناء البشر في جميع الأوقات.

 

على سبيل المثال، قال الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم: «تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمينَ نَذيراً» (سورة الفرقان، آیه 1). الفرقان يعني فصل الحق من الباطل (طريحي، مجمع البحرين، 5/224) و إن الملاحظة التي طرحت في هذه الآية هي أن الهدف النهائي من نزول الفرقان هو إنذار العالمين، الإنذار الذي يؤدي إلى الشعور بالمسؤولية أمام الواجبات التي جعلت على عاتق الإنسان و أن التعبير عن العالمين يظهر أن الدين الإسلامي يتسم بالعالمية ولايختص بمنطقة خاصة أو عرق و قوم و وقت معين و أن تقييد هذه الكلمة بالناس الذين عاشوا في زمن النبي صلي‌الله عليه وآله وسلم أو مجرد قومه بحاجة للأدلة التي لاوجود لها في الخارج.

 

ثمّ ان أردنا أن نأخذ متطلبات العصر بعين الإعتبار و نعتبرعلّه ظهور الشرائع هي تغيير ظروف العصر فكان من الضروري أن يرسل الله كل يوم نبياً جديداً و يعين نبياً منفصلاً لكل منطقة جغرافية أيضاً، لأن الظروف والمتطلبات التي يعيش فيها القوم و المجموعات المختلفة تختلف بعضها بعضاً و هذا هو الذي لا يقول به أي باحث أو مفكر.

 

والرد الآخر لهذا التفکیر هو أننا نعتقد بقدرة الله علی کل شئ کما نعتقد انّه لایمکن تعيين ما ينبغي وما لاينبغي على الله. فلا یمکن إجبار الله سبحانه و تعالى علی إرسال نبی جدید بل الله هو القادر المتعال ولایُسأل عن أفعاله فإنه أراد أن یکون الإسلام هو الدین الأخیر و الذي یرضی به و یکون النبي صلی‌الله علیه وآله آخر الرسل و أراد الله أن یبعث دیناً یلبي متطلبات البشر في المستقبل و ذلک  بواسطة إمکانیة التوسیع حسب المبادئ المذکورة فیه، کما کشف الباحثون هذه الإمکانیة في الإسلام (راجع الاشراقات لبهاءالله ص293).

 

4-متطلبات جدیدة و ظهوران متتابعان

 

یمکن دراسة ادعاء البهائيون و نقده من جهة أخرى:

 

يزعم البهائیون أن هناک ظهورين مستقلّين بعد الإسلام و لدیهما أحکام و شریعة و کلاهما علی الحق. نعلم بأن الفترة الموجودة بین ظهور الباب و بهاء الله لم تکن أکثر من عشرین عاما و لم‌تتغیر متطلبات العصر خلال هذه الفترة کثیراً ولکن هناک فرق کبیر بین أحکام دین الباب و تقالیده و تعالیم بهاء الله و في كثير من الحالات تتعارض تماماً مع بعضها البعض بحیث یکتب عبدالبهاء: “في يوم ظهور حضرة الأعلى كان تضرب الأعناق و تحرق الكتب و الأوراق و تهدم البقاع و يقتل الجميع إلا من آمن و صدق؛ لكن في هذه الفترة البديعة و القرن الجليل يكون اساس دين الله و موضوع شريعة الله هو الرأفة الكبرى و الرحمة العظمى و الألفة مع جميع الشعوب و الصداقة و الأمانة و العطوفة من صميم القلب مع جميع الطوائف و النحل و الإعلان عن وحدة جميع أبناء البشر” (مكاتيب، 2/266).

 

و الآن یطرح هذاالسؤال وهو انّه هل تغیّرت ظروف العالم خلال عشرین عاماً بحیث تحوّلت أحکام الدیانة البابیة کضرب أعناق المعارضین و إحراق الکتب غیر کتب الباب و مداهمة الأماکن المقدسة و قتل جمیع البشر إلا من آمن بالباب إلی السلام و المودة و الحب؟ یمکن دراسة هذه التغییرات خلال هذه الفترة في بعض مناطق إیران فحسب لأن الدیانة البابیة لم‌توسع نطاقها في العالم. یلاحظ بأنه إذا قبلنا متطلبات العصرعلّه لضرورة ظهور نبي جدید فلایمکن قبول تغییر الظروف الاجتماعیة خلال مدة أقل من عشرین سنة بحیث یتطلب ظهور نبي جدید.

 

5- دراسة قطع ید السارق نموذجاً

 

على سبيل المثال فيما يتعلق بتجديد الأحكام مع متطلبات العصر بمضي الزمن يشير البهائیون إلی تطبيق الحدود في الإسلام و یضربون مثلاً عقوبة قطع ید السارق بعد السرقة و یعتبرونها متعارضة مع متطلبات زماننا هذا، ثم يستدلّون بأن مثل هذه ألاحکام يجب أن يتم تعدیلها فلابد من ظهور نبی جدید (کراسة رفع الشبهات، صص 100-101؛ مطلق، هل الإسلام هو الدین الأخیر؟ 22).

 

5-1- عقوبة السارق في البهائیة

 

بعد دراسة الحکم الذي أصدر لعقوبة السارق في الدین البهائي سنصل إلی نقاط تلفت النظر حيث حدد زعماء البهائیین عقوبة السارق کما یلي: ” یجب نفي السارق و حبسه و إذا کرر للمرة الثالثة فاجعلوا علامة علی جبینه حتی یعرف بها ولیطردوه من البلاد والمدن” (اشراق خاوری، کنز الحدود و الأحکام، 317).

 

هذا القانون الذي يزعمه رجال الدين البهائي متوافقاً مع متطلبات البشر و عالمنا الحاضر له العدید من العیوب مما يجعله بحاجة إلی تفاسير و تبريرات، الأمر الذي ما تطرق إلیه أي واحد من زعماء البهائیین الی یومنا هذا و حتی بیت‌العدل اتخذ الصمت في خصوص هذا الحکم و هو یعد مرکزاً لاتخاذ القرارات و تشریع قوانین لم‌تذکر في نصوص زعماء البهائیین.

 

·       لتنفیذ هذه العقوبة وهذا الحکم ما وضح أین سیکون منفی السارق و ما هو خصائصه.

 

·       کم یستغرق مدة الحبس؟

 

·       هل هناک صلة و تناسب بین العقوبة و نوع  الجریمة و مقدارها و ظروف الجریمة و المجرم؟

 

·       هل يلزم وجود ظروف معينة لدى السارق أو كيفية السرقة أم في کل ظروف یتم تنفیذ مثل هذه العقوبة بالنسبة إلی السارق؟

 

·       کیف یجب أن تکون العلامة التي توضع علی جبین السارق حتی لاتمسح؟

 

·       و من الطریف أنه ما حددت أیة عقوبة للمرة الرابعة من السرقة.

 

·       و کذلک من الملفت للنظر أنه لایلاحظ تنفیذ و تطبيق حتی حکم واحد من هذه الأحکام في المجتمع البهائي.

 

لا یمکن قبول عدم قيام أي بهائي بالسرقة في أنحاء العالم حتی الآن و مع ذلک، إن عدم تنفیذ هذا الحکم یدل علی أن الأنظمة البهائیة حالت دون تنفیذه و ذلک بسبب عدم قدرتها علی الدفاع عن مثل هذه أحکام. عند مواجهة مثل هذه الأحکام یطرح هذا السؤال بأن هذه الأحکام حدیثة؟ أم حکم الإسلام یحظي بشمولیة أکثر في هذا الخصوص و یمکن الدفاع عنه في العصر الراهن؟

 

 5-2- عقوبة السرقة في الإسلام

 

لاشك أن السرقة من الذنوب التي تهدد أمن المجتمع و تمهد الأرضية للإنهیار الأخلاقي فردیاً و اجتماعیاً و کان الإعدام عقوبة لهذه الجریمة في بعض المجتمعات ما قبل ظهور الإسلام و لکن الإسلام مع شروط خاصة أمر بقطع أصابع السارق لصیانة المجتمع من هذا الإثم:

 

«وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما کَسَبا نَکالاً مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ عَزيزٌ حَکيمٌ» (المائده: 38)

 

یمکن أن تطرح أسئلة حول هذا الحکم لبعض العلماء: لماذا وضع الإسلام هذا الحکم العنیف مع انّه دین الرأفة و الرحمة؟ هل یجوز قطع ید سارق؟ هل یجور أن یعیش طفل صغیر مقطوع الید کل عمره وهو قام بالسرقة عن جهله؟ هل یجب قطع ید مسکین أوفقیر يرتكب خطأ و يقوم بالسرقة؟ هل عقوبة من یقوم بالسرقة بسبب الجوع هي قطع الید؟

 

قد یبدو هذا الحکم عنیفاً في البدایة ولکن الحقیقة شئ آخر.

 

إن الإسلام مع معرفته الشاملة عن الإنسان قام بوضع أحکام تکون أکثر تأثيراً والتي تطابق الإنسانیة و الفطرة وحقوق جمیع البشر و مع قلیل من التفکیر و البحث حول الآیة الشریفة القرآنية و سنة النبي صلى‌الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم‌السلام و کذلک کبار علماء الدین نعلم أن حکم قطع ید السارق لایشتمل کل نوع من أنواع السرقة، بل تنحصر في الذین هم السارقون بالحقيقة و إنهم کغدة سرطانیة للمجتمع لابد من إستئصالهم و إزالتهم.

 

1- یجب أن یکون السارق مکلفا، لذلک إن سرق صبي لاینفذ هذا الحکم عليه بل یحكم القاضي بجلده.

 

2- أن یکون السارق عاقلاً فلاتقطع ید سارق مجنون في الإسلام.

 

3- أن تکون السرقة بالإختيار و إذا أکره والجا أحد علی السرقة لاینفذ حکم قطع یده.

 

4- إذا کان المال المسروق في حرز أي إذا کان في مکان مغلق وغیر مکشوف. إذن لاتقطع ید من سرق في الصحراء و الطریق و الحمام و المسجد و الأماکن التي یختلف الناس فیها.

 

5- السارق هو یقوم بفتح حرز أي یکسر قفل الباب أو یحفر جدار البیت. في هذه الحالة إذا قام شخص آخر بکسر القفل و السارق سرق المال فلاینفذ علیه حکم قطع الید.

 

6- ألّاتکون السرقة إثر شبهة في المالکیة أو إذن الإستیلاء. لذلک إن کان أحد یتصور أن یکون الشئ له أو یکون مأذوناً للإستیلاء فيه أو إذا تحصل هذه الشبهة للقاضي نحوه فیسقط عنه هذا الحد.

 

7- أن یکون المال المسروق ربع دینار من الذهب الصافي المضروب أو قدر ثمنه (حوالي ثلاث غرامات والنصف). فإذا کان أقل ثمناً فلاتقطع ید السارق.

 

8- أن تکون السرقة سراً أي في الخفاء و إذا یسرق سارق شیئاً في حضور المالک فلاتقطع یده.

 

9- ألّا تکون سرقة الأب من مال إبنه. عند هذه الحالة یسقط الحد عنه.

 

10- ألّاتکون سرقة العبد من مال مولاه. عند هذه الحالة یسقط الحد عنه.

 

11- لم تکن السرقة في عام المجاعة إي في عام الجفاف تفشي المجاعة و الفقر فیه. عند هذه الحالة إن سرق سارق شیئاً في هذه السنوات فلاینفذ حکم قطع الید.

 

12- یتم تسلیم السارق إلی القاضي بناء علی طلب الغریم أي من سرق منه. لذلک إذا الغریم غمض عن حقه و لمیسلم السارق إلی القاضي فلا ینفذ الحکم حیاله.

 

13- و في النهایة یتم اثبات السرقة أمام القاضي حسب اعتراف السارق طوعا أو شهادة رجلین عادلین صالحین.

 

المقصود من قطع الید هو قطع الأصابع الأربعة للید الیمنی فقط. “الخنصر و البِنصر و الوسطي‌ و السبابة‌” الّا “الإبهام” والکف.

 

14- یتم قطع الید السارق الیسری کیده الیمنی عند تکرار السرقة للمرة الثانیة و یتم اعدامه عند تکرارها للمرة الثالثة. (الشهید الثانی، مسالک الافهام، ج14 صص 478-536؛ محقق اردبیلی، مجمع الفائده، ج13 صص 213-285).

 

و بقلیل من التفکیر في الشروط المذکورة سندرک أن الإسلام مع معرفة شاملة حول الإنسان أخذ جمیع الظروف بعین الاعتبار و تنفیذ هذا الحکم مع هذه الشروط دلیل علی اهتمام دین الإسلام علی ظروف البیئة و الزمان للسارق و ما سرقه و المسروق و کیفیة السرقة. إن ننتبه إلی الشروط المذکورة، أن الإسلام لن یقوم بتنفیذ العقوبة الشدیدة أي قطع ید السارق  لمن یسرق بسبب وسوسة أو تحریض أو جهل أو سهو أو أفکار خاطئة کما یعتقد الإسلام أن عقوبة قطع الید جزاء لمن اتخذ السرقة عملاً ومصدراً للدخل وطمع في أموال الآخرین و سرق عن علم و خطط لذلک و تحمل مصاعب للنجاح في السرقة.

 

یعتقد الإسلام بأن هولاء کطفیلیات في المجتمع و لابد من إزالتهم من المجتمع الإسلامي و یجب قطع ید من یتعدي علی أموال الآخرین و یجب وضع عقوبات شدیدة ومروّعة لتکون رادعة.

 

4-        نتايج البحث:

 

يمكن استخلاص النقاط التالية من المقال:

 

4-1-       إن رجال الدين البهائی ضمن دراسة سبب تجدید النبوة للأنبياء السابقين قد اعتبروا ضرورة مطابقة تعالیم الدین في کل عصر مع متطلبات الوقت سببا لتجدید الدین.

 

4-2-       علماً بأن الرسول صلى‌الله عليه و آله ظهر في أكثر المجتمعات بدائية ستکون صحة الاستدلال المذكور أعلاه موضعاً للشک وغیر مقبول.

 

4-3-       عند قبول تفکیر رجال الدين البهائي حول ضرورة تجدید الدین في کل عصر نواجه مشکلتین علی الأقل في نفس البهائیة: الأولی هي الاعتقاد بختم النبوة في الدین البهائي على أساس تعالیم بهاء الله و الثانیة هي عدم تغییر الظروف في العالم طوال 20 سنة بین ظهور باب و بهاء الله.

 

4-4-       إن القرآن الکریم أشار بأشکال مختلفة بأن الإسلام هو الدین الأخیر الذي اختاره الله و النبي صلی‌الله علیه و آله خاتم الرسل و هذا من نصوص القرآن لایمکن تأویلها لذلک أي تفکیر قد یؤدي

 

4-5-        إلی قبول نبوة بعد الرسول صلى‌الله عليه وآله فإنه باطل حسب القرآن الکریم کما یعترف البهائیون بإلهیة القرآن الکریم.

 

أشار رجال الدين البهائی إلی عقوبة قطع ید السارق مثالاً لعدم تناسب أحکام الإسلام مع قرآن الکریم و لم‌یعتبروها متناسبة مع عالم الحاضر إلا أن عقوبة السارق في تعالیم الکتب المقدسة و کتب الأحکام البهائیة تشتمل النفي و الحبس و کیّ الجبین. إنها عقوبات لم تذکر ظروفها و تفاصیلها في الکتب البهائیة و لم تنفذ في المجتمعات البهائیة أبداً بینما قطع ید السارق في الإسلام بحاجة إلی ظروف خاصة جداً و اعتبار تلک الظروف و التفاصیل دلیل علی النظرة الواسعة للشارع الالهي في وضع مثل هذا القانون الرادع.