سؤال
ما هو المقصود من الصلاة المفقودة عند البهائيين؟ما هو المقصود من الصلاة المفقودة عند البهائيين؟
الجواب الأول
: يجعل الدين البهائي نفسه في مصاف الديانات الأخرى، حيث يستقّلُّ بشريعته من صلاة و حجٍّ و قبلةٍ خاصّةٍ به …. و في باب الصلاة لهم تشريعات خاصة، فيقولون أنّ الصلاة في بادئ الأمر كانت تسع ركعات و هذه الصلاة فقدت بواسطة ناقضتين و لم يتم العثور عليها حتى الآن.. و إليك النصوص التالية:
تسع رکعات ( بند ٦) تتكون الركعة من مجموعة أعمال تتشابه؛ مثل تلاوة آيات الصلاة و الركوع و السجود و غيرها، أمّا الصلاة التي نزلت أولاً على الجمال الأقدس الأبهى تشتمل على تسع ركعات، و لم يُعثر حتّى الآن على نصِّ هذه الصلاة، لذا فإن طريقة أدائها باتت مجهولة..” (المذكرات رقم 9) الكتاب الأقدس الصفحة 107
قد فصّلنا الصّلوة فی ورقة اخری (بند ٨) أصل الصلاة النازلة على الجمال المبارك الناظر في اللوح المجزء تسع ركعات ( الأسئلة و الأجوبة ، الفقرة٦٣). لم يتم إرسال متن هذه الصلاة إلى المؤمنين في زمن حياة عنصر الهيكل الأقدس، ثمّ عوِّضت بصلوات ثلاث يستفيد من فيوضها المؤمنون حالياً.. و بعد زمن قصير من عروج الجمال الأقدس الأبهى سرقت من طرف الميرزا محمد على، الناقض الأكبر لصلاة التسع ركعات مع عدد من الألواح. الکتاب الأقدس صفحه110
قِبْلَةُ البهائيين: أمّا في خصوص مسألة القبلة فلدينا عدّة نصوص:
و اذا اردتم الصّلوة ولّوا وجوهکم شطر الأقدس المقام المقدّس الّذی جعله اللّه مطاف الملأ الأعلی ومقبل أهل مدآئن البقاء ومصدر الأمر لمن فی الأرضين و السّموات * و عند غروب شمس الحقيقة و التّبيان المقرّ الّذی قدّرناه لکم إنّه لهو العزيز العلّام * (الکتاب الأقدس، البند 6) و في التعليقات على الكتاب الأقدس يوضحون:
المقبل هو المكان الذي يتوجه إليه المصلي أثناء أدائه للصلاة، و إسمها القبلة، و مفهوم القبلة كان شائعاً في الديانات السابقة، كانت القبلة في الأيام السابقة إلى أورشليم فلمّا جاء سيدنا رسول الله غيّرها إلى مكة فصارت هي القبلة، و إنما كان أمر سيدنا الأعلى في كتاب البيان العربي في مسألة القبلة كالآتي:
إنّما القبلة من يظهره الله متى ينقلب تنقلب إلى أن يستقر.
و نقل حضرة جمال الأقدس الأبهى مضمون هذه الفقرة في كتاب المستطاب الأقدس ( البند 137)، و يقول أيضاً في موضوع التوجه إلى القبلة: في الصلاة يبقى حكم القبلة ثابت (السؤال و الجواب، فقرات ١٤ و ٦٧) ، أمّا في مورد سائر الأدعية و الأذكار فالنّاس مخيرون إلى أيِّ جهةٍ يريدون..
و عند غروب شمس الحقيقة و التّبيان المقرّ الّذی قدّرناه لکم ( بند ٦)قرر جمال القدم أنّ بعد عروجه ستكون قبلة أهل البهاء محل إستقرار عرشه المطهّر، و قد وصف السيد عبد البهاء هذا المقام المقدس والروضة المباركة والتي تقع في بهجة عكا، بـ “المرقد المنور” و “مطاف الملأ الأعلى”.
في التوقيع الدي صدر حسب الأوامر عن السيد ولي أمر الله في موضوع الأهمية الروحانية للقبلة، ضرب مثالاً و هو:
مثلنا مثل النبات في حركته التصاعدية نحو منبع وجوده أي أشعة الشمس لأنّها وجهة حياته، و كذلك نحن أثناء دعائنا و مناجاتنا نتوجه بقلوبنا نحو المظهر الإلهي جمال الأقدس الأبهى … و هذا التوجه الظاهري في عالم الأتربة نحو تربته المقدسة، يرمز في عين الحال إلى توجّهنا الباطني إليه» . الکتاب الأقدس صفحة 109
العبادات المسروقة: إنّ ممارسة الطقوس والشعائر الدينية دليل على صدق دعوى الاتباع، وهذا سارٍ في كلِّ الأديان، هذا إلى جانب ما تمنحه ممارسة هذه الطقوس العبادية لأتباعها من شعور بالراحة النفسية والسعادة وتوثيق صلة العبد بربه، و إن تباينت طريقة ممارسة هذه الطقوس من ديانة لأُخرى.و لكنّها في الحقيقة تشترك كلّها في أصلٍ واحدٍ، و هذا الأصل يفرض على الأئمة و الحجج الإلهية أن يكونوا أكثر النّاس إلتزاماً بهذه الشعائر و العبادات التي أمر الله بها.
و لا يختلف الأمر كثيراً من هذا الجانب في الديانة البهائية عمّا المعمول به في الديانات الأخرى، إذ أنّ بعض الأحكام التي صدرت عن (الميرزا حسين علي) هي واجبة على كل البهائيين، و قد راج بينهم أنّ من يأتي بهذه العبادات على وجهها يحظى بالقرب الإلهي، ومن جملة التعاليم الواجبة على كل بهائي هي أداء الصلاة، وإليك الأدلة التالية:
كتب السيد بهاء الله في الكتاب الأقدس ما نصّه
: «قد فرض علیکم الصلوة و الصوم من أول البلوغ أمراً من لدی الله ربکم ورب آبائکم الأولین».
وكتب السيد عباس أفندي : « الصلاة فرضٌ واجبٌ على الكل، ونحن ندعوا الجميع لأداء الصلاة و الصوم لأنّهما معراج الروح ومفاتيح قلوب الأبرار، و ماء الحيوان في جنّة الرضوان و تكليف منصوص من الرحمان، ولا يجوز أبداً تأخيرها و التهاون في أدائها.»
جاء عن بهاء الله في الكتاب الأقدس مجموعة من الأحكام و التعاليم، و من جملتها عدد ركعات الصلاة و التي هي تسع ركعات: «قد کتب عليکم الصّلوة تسع رکعات للّه منزل الآيات حين الزّوال و في البکور و الآصال» و بعد بندين من هذا البند كتب مؤكداً على أن طريقة القراءة في هذه الصلاة قد جاءت في ورقة أخرى بشكل مفصّلٍ و مشروح، و مرّة أخرى يرغّب الأتباع في أداء هذه الصلاة: «قَد فَصَّلنا الصَّلوةَ فی وَرَقَةٍ أخری. طوبی لِمَن عمل بما أمر به من لدن مالك الرّقاب»
بعد هذه المقدمة المختصرة التي تناولنا فيها أهمية الصلاة عند البهائيين، نعرّج على مبحث آخر من مباحث تاريخ البهائية، و هو أنّه لمّا مات بهاء الله، وقع خلاف شديد بين أبنائه في تعيين خليفة بهاء الله على رأس البهائيين، و سنضع إن شاء الله بين يدي قرائنا الأعزاء تفاصيل هذا الخلاف، و لكن ما يهمّنا الآن هو أنّ نتيجة هذه الخلافات أسفرت عن جلوس عباس أفندي في مكان أبيه على رأس البهائية، و احتجاج محمد علي أفندي على هذا القرار. وفي خضمِّ هذه الصراعات و الخلافات وقع ما لم يكن في الحسبان، حيث صرّح عباس أفندي أنّ عدداً لايستهان به من مؤلفات أبيه قد فُقدت، و سبب فقدانها هو استيلاء محمد على أفندي عليها، و ذلك أنّ مؤلفات بهاء الله زمن حياته كانت تحت إشراف محمّد على أفندي و كان مكلّفاً بطبعها و توزيعها، و بعد موت بهاء الله اختفى جزء لا يستهان به من مؤلفات بهاء الله الخاصّة، و من جملة الآثار المسروقة هي طريقة أداء صلاة التسع ركعات و التي جعلها بهاء الله تكليفا شرعياً لأتباعه. و في رسالة موجهة لعلي أصغر أسكويي فريدي كتب عبد البهاء ما يلي: «أيها الثابت على العهد، قد وصلنا سؤالك حول صلاة التسع ركعات ، فإن هذه الصلاة و بعض الآثار الأخرى قد فقدت بسبب غصب الناقضين، حتى يأذن الرب في خروج يوسف الرحمان من غيابة الجب ليأتي بها مجدداً، و ليست فقط هذه الصلاة التي كانت محلاً لعروض السرقة عليها و إنّما جميع أمانات هذا العبد كانت كذلك.
يا أحبائي في مطلع الأرض القدسية. تالله إنّ عبدالبهاء لیبکی دماً من جرّاء هذه المصیبة العظمی وتتأجّج فی قلبه نار الجوی وبین الضلوع والأحشاء»
بعد هذه الحادثة الأليمة التي فقد البهائيون جرّاءها سبباً من أسباب كمالهم الروحي و المعنوي، وإلى أن يأذن الرب في خروج اليوسف الرحماني من الجب تبقى طريقة أداء صلاة التسع ركعات مجهولة عند جميع البهائيين، و هذا رغم التأكيدات المشددة عليها، و نرى اليوم أنّ البهائيين يصلون صلاة أخرى بدل هذه الصلاة.
بغض النظر عن كيفية ضياع الأحكام الألهية، يأتي سؤال يطرح نفسه بشدة و هو أنّ بهاء الله هل كان يصلي صلاة التسع ركعات كي يقتدي به أقاربه و مريديه أم لا؟
من المعروف و المشهور بینهم أنّ بهاء الله قد فرغ رسمياً من تدوين الكتاب الأقدس -على أقلِّ التقادير- قبل تسع عشرة سنة من وفاته، و قد جاء تصريح بتشريع هذه الصلاة في الكتاب الأقدس، فهل يعقل و يتصور أنّه حتّى خليفته عباس أفندي فضلاً عن الآخرين، لم يتعلّم كيفية هذه الصلاة، حتّى يتمّ فقدانها بهذا الشكل؟ نخلص إلى نتيجة و هي أنّ بهاء الله لم يكن في حدِّ ذاته ملتزماً و متقيداً بهذه الصلاة التي فرضها على أتباعه وإلاّ كيف يعقل أنّ أحداً لم يره و هو يصلي، إذن كان بهاء الله يقول ما لا يفعل. فهل يعقل أن نطلق وصف (المعصوم) على من يخالف قوله فعله؟