مقدمة
ميرزا حسينعلي نوري، الملقب بهاء الله، مؤسس العقيدة البهائية، اختار في حياته اثنين من أبنائه وهما عباس افندي و محمدعلي افندي لخلافته من بعده بالتتابع وأعلن إسميهما للعموم في لوح العهد:
قد قدّر اللّه مقام الغصن الاکبر بعد مقامه انّه هو الآمر الحکيم قد اصطفينا الاکبر بعد الاعظم امراً من لدن عليم خبير (۱)
وبعد موت بهاء الله، تولى عباس افندي الملقب عبد البهاء، زمام الامور للجماعة البهائية وتولى خلافة ابيه في زعامة الجماعة البهائية لمدة ۲۹عاما.
لم تكن علاقة عبد البهاء مع أخيه غير الشقيق محمدعلي حسنة، وبالرغم من الخلاف والكدر الموجود بين هذين الاخوين فقد كان المحيطون بهما يدأبان على تأجيج تلك الخلافات بينهما أيضا، ولهذا نجد أن عبد البهاء لم يعين محمد علي أو أي شخص آخر لخلافته بصورة رسمية حتى وافته المنية.
وطبقا لوصية بهاء الله، فإنه يجب أن يتولى إبن بهاء الثاني أي ميرزامحمدعلي زعامة البهائية، بعد عبد البهاء، ولكن نظرا للخلافات بين عبد البهاء ومحمدعلي ونتيجة للمعارك والنزاعات بينهما؛ اعتبرعبد البهاء، محمدعلي وجميع الموالين له ناقضين للعهد والميثاق وقام بطردهم من الجماعة البهائية ولم يعين خليفة له حتى وافته المنية. وبعد موت عبد البهاء صدرت وصية له بتقديم سبطه شوقي افندي (حفيده من إبنته) وكان في حينها طفلا صغيرا، لخلافته من بعده. وقد اوجدت هذه الوصية التي عرفت فيما بعد ب ” الواح الوصايا ” تحديات كبيرة في الجماعة البهائية فتسببت في بروز الخلافات والانشقاق في جماعة البهائية. وقد إعتبر عدد من معارضي شوقي افندي الوصية المذكورة تلك مزيفة وشككوا في صدقيتها للأسباب التالية أدناه :
۱- كان عبد البهاء يعتبر أباه رسولا نبيا و أوامره مطاعة، ولذلك لا يمكنه أن يتنكر لأوامر أبيه ويعين سبطه شوقي أفندي بدلا من أخيه محمد علي خليفة له. أضف الى ذلك، إنه عندما يُنصِب بهاء الله الذي يعتبر تجسيدا للظهور وصاحب الشريعة خليفته بغض النظر إن كان ذلك صحيحا أم خطأ، فإنه لا يحق لأي بهائي مؤمن آخر أن يتجاهل ذلك التنصيب ويعمل بخلافه أيا كان العذر والسبب.
۲-وطبقا للكتاب الاقدس، فالوصية المدونة ينبغي تجديدها كل عام. لذلك لم يكن بامكان عبد البهاء إعداد الوصية إبان طفولة شوقي دون أن يعيد تجديدها في السنوات التالية
۳- لم يكن شوقي افندي شخصا مرموقا ومعروفا بين البهائيين يمكن اعتباره خيارا مناسبا لزعامة البهائية، بل أنه لم يكن يحظى بسمعة طيبة أبدا.ذلك أنه بعد الإعلان عن خلافته خرج عدد كبير من افراد اُسرة عبد البهاء وأعوانه القريبون والاوفياء له، ومن بينهم عبد الحسين آيتي المعروف ب (آواره) (۲) و حسن نيكو (۳) و فضل الله مهتدي المعروف ب (صبحي) (۴) وغيرهم… وبعد أن عرفوا بزعامة شوقي افندي خرجوا من البهائية وعادوا الى أحضان الاسلام. وهناك افراد غيرهم مثل أحمد سهراب (۵) والسيدة روث وايت (۶) اعتزلا شوقي أفندي والتحقا بصفوف المعارضين.
۴-ابتعد شوقي افندي لفترات من حيفا و لم يكن يعلم شيئا عما يجري هناك من امور، ويبدو انه كان يجهل كل شيء عن موضوع خلافته قبل ان تجري عملية فتح الوصية وقراءتها، ولذلك لاينبغي ايكال مسئولية زعامة جماعة البهائية لهكذا شخص مبتديء وعديم الإطلاع بالامور
۵-وزعم البعض ان خط الوصية واسلوب الكتابة لاينسجم مع خط عبد البهاء، وانه جرى تزييفه بصورة ذكية من قبل شخص آخر.
۶-انتشرت وصية عبدالبهاء بعد ثلاثة اعوام من وفاته. وهذا التأخير الطويل المدى في نشر الوصية العامة، وفر الامكانية في احداث التغيير لمصلحة المنتفعين بالزعامة.
۷ – التناقض الواضح لبنود الوصية مع بيانات بهاء الله ونص ما يعرف بالكتاب السماوي للبهائية (الأقدس)، وكذلك الصلاحيات الكبيرة وغير المعهودة الممنوحة الى شوقي افندي وتهديداته المتكررة بقمع المعارضين، كل تلك الامور ضاعفت الشكوك في صدقية الوصية.
۸-بعد تنصيب شوقي أفندي لزعامة الجماعة البهائية، أدى غيابه الذي دام ثمانية اشهر وسفره المفاجيء الى اوربا بذريعة (الآلام النفسية التي سببتها له وفاة عبد البهاء) وتوكيل شئون البهائيين الى اُمه، كل ذلك ضاعف الشكوك لدى المحيطين به.
۹-عملية الفضح التي قامت بها البهائية الاميركية التي تدعى روث وايت من خلال اصدار مقالات وكتب حول زيف وصية عبد البهاء، اثارت شبهات كثيرة لدى الجماعة البهائية.
هذه المقالة تمثل محاولة لتوضيح الموضوع وتبيان جوانب من تلك المزاعم وردود الفعل المختلفة عليها.
اتهامات السيدة روث وایت لشوقي افندي:
من بين الشخصيات التي شنت هجمات لاذعة ومكشوفة على الوصية المنسوبة الى عبد البهاء (الواح الوصايا) والتي اعتبرتها مزيفة وغير حقيقية لأسباب مختلفة، هي السيدة البهائية من أصل امريكي والتي تعرف باسم (روث وايت). كانت روث وايت قد تعرفت على عبد البهاء في امريكا وآمنت به، وقد اصيبت هذه المرأة بدهشة كبيرة بسماعها نبأ خلافته من قبل شوقي افندي لذلك نجدها تنظر بريبة كبيرة لهذه الوصية وقد نهضت لمعارضتها بشدة نظرا لمعرفتها السابقة بشوقي أفندي.
وكانت القصة قد بدأت بهذه الصورة، نظرا للمحبة الكبيرة التي تبديها السيدة روث وايت تجاه عبد البهاء فقد بعثت مبلغا من المال بواسطة شيك بنكي من اوربا الى حيفا وعنونته بإسم عبد البهاء، وفي لقاء جمعها وزوجها مع عبدالبهاء في حيفا لاحقا، أكد عبد البهاء للسيدة وايت عدم تلقيه هكذا شيك. وعندها تابعت السيدة وايت الموضوع بطلب من عبد البهاء وإتضح في حينها ان الشيك المذكور تم استلامه من قبل شوقي أفندي الذي قام بتزييف توقيع صاحبه وبالتالي تسلم مبلغه وقام بانفاقه من دون ابلاغ عبد البهاء.(۷) اوجد هذا الموضوع حساسية لدى السيدة وايت. لذلك وبعد أن عرفت أنه جرى تعيين شوقي افندي لخلافة عبد البهاء، إنبرت للتحقيق في صحة وسُقم الموضوع وذلك نظرا للسابقة التي كانت تحمله في ذهنها عنه. وقد طلبت بتأريخ ۱۹ مارس ۱۹۳۰ في رسالة من شوقي افندي أن يرسل اليها نسخة من وصية عبد البهاء. وبالرغم من أن سكرتير شوقي افندي أكد استلام الرسالة غير أن رسالة السيدة روت وايت لم تحصل على أية اجابة، وبعد أن حصلت السيدة وايت على نسخة من الالواح المنسسوبة الى عبد البهاء أخذتها وقدمتها الى خبير الخط يدعى الدكتور اينفرت ميتشل(8) الموظف في المتحف البريطاني في لندن.
وبعد الدراسة التي اجريت على الخط والتقرير الذي قدمه خبير الخط بهذا الخصوص، اعلنت السيدة روث وايت التالي:
نص الوصية المنسوبة الى عبدالبهاء، إنها اولا ليست بخطه فهي لا تتطابق مع سائركتابات عبد البهاء التي تشاهد في النصوص الأخرى السابقة، ثانيا الوصية باكملها لم يكتبها شخص واحد. لذلك فإنه يبدو قد حصل فيها نوع من الخداع والتزييف والنصب. (۹) أضف الى ذلك يطرح هذا السئوال بشكل جدي وهو لماذا يجب أن يعلن عن نص هذه الوصية المهمة، بعد سنوات من وفاة عبد البهاء، وخاصة من قبل شوقي أفندي المستفيد الأكبر منها ويجري ترجمتها من الفارسية الى الانجليزية ونشرها بعد ذلك ؟
طالبت السيدة روث وايت في إطار عملية فضح قامت بها في المانيا واميركا طالبت بمتابعة الموضوع ومطالبة شوقي افندي بإثبات صدقية الواح وصايا عبد البهاء. وكانت إجابة شوقي افندي على السيدة وايت، في رسالة مؤرخة في ۲۷/۲/۱۹۲۹، بهذه الصورة :
( أنا لن أبذل أدنى جهد لإثبات صدقية ألواح وصايا عبد البهاء. لان هذا العمل يشكل في حد ذاته نوعا من الخيانة وعدم الثقة بالايمان المطلق لعقيدة المؤمنين في أصالة الاهداف والطموحات المكتوبة لمولانا !) (۱۰) لقد امتنع بهذه الحيلة التي تبدوا صحيحة ظاهريا، عن تقديم أية أدلة يمكنها إثبات مزاعمه أو التشبث بها في الحد الادنى.
قدمت السيدة وايت في ۳۱ ديسمبر كانون الاول عام ۱۹۲۸ رسالة الى الحاكم البريطاني لفلسطين في ذلك الوقت، اشتكت فيها على شوقي افندي، وأعلنت فيها صراحة أن الوصية المنسوبة الى عبد البهاء مزيفة وطلبت من الحاكم المذكور التحقيق في الإتهام المذكور. وقامت الموما الیها باستنساخ وتوزيع نص الرسالة في إطار مذكرة بعنوان «الوصية المنسوبة الى عبدالبهاء مزيفة». (۱۱)
ولكن في المقابل لم يبد شوقي أفندي أية حساسية تجاه إجراءات السيدة وايت، وقام بتحرير رسالة مؤرخة في ۲۷/۲/۱۹۲۹ طلب فيها من أصدقائه البهائيين أن لا يبدون أي رد فعل إزاء تصريحات السيدة وايت. فقد كتب في رسالته : وليعلم الاصدقاء انه يجب عليهم الامتناع عن الاساءة الى مشاعر السيدة وايت أو الإضرار بها وعدم إثارتها. وانه ينبغي بالمؤمنين تجاهل المواضيع التي تحدثت عنها.۱۲
وفي عام 1930 أصدرت السيدة وايت كتابا باللغة الانجليزية تحت عنوان «الديانة البهائية وعدوها، والمنظمة البهائية» (۱۳). وشنت المؤلفة في هذا الكتاب، الذي يحوي ثمانية فصول هجمات عنيفة على التظيمات البهائية وإعتبرت إنه يوجد بَون شاسع بين العقيدة البهائية وبين التنظيمات التي تشكلت في داخلها بواسطة شوقي افندي. لقد قدمت السيدة وايت، شوقي افندي باعتباره زعيما يشجع على ممارسة اساليب القمع البوليسية. انها تعتقد انه تم تغيير الديانة البهائية و قانونها الاساسي من قبل شوقي أفندي ومحمدعلي افندي؛ وقدمت هذين الرجلين بإعتبارهما العدوين الأصليين للديانة البهائية. وتتناول السيدة وايت ابتداءا من الفصل الرابع وما بعده موضوع الوصية المنسوبة الى عبد البهاء ـ والمعروفة بألواح الوصايا ـ وهي تعرض النص الكامل لتلك الوصية وتقدم للقاريء التقرير الخاص بالدراسة التي قام بها خبير الخط بشأن نص الوصية، لتخلص في النهاية وبعد ذكر الأدلة والوثائق الى أن وصية عبد البهاء مزيفة ولا قيمة لها والهدف من كتابتها هو تسليم السلطة الى شوقي افندي لغرض السيطرة على الجماعة البهائية.
وقدمت السيدة وايت فضلا عن كتابها المذكور كتابات اخرى ايضا هي كالآتي :
عبدالبهاء و العصر الموعود، نيويورك، ۱۹۲۷
الوصية المنسوبة الى عبد البهاء مزيفة، راتلند۱۹۳۰
وصية عبدالبهاء المشبوهة، بورلي هيلز، ۱۹۴۶
مراسلات بين المفوض السامي في فلسطين وبين روث وايت، حول الالواح المنسوبة الى عبد البهاء، في مارس آذار ۱۹۲۳، ترجمة المانية، اشتوتغارت، طباعة استنسيل.
هيرمان زیمر و وصیة عبدالبهاء المزيفة
لم يكتب النجاح للسيدة وايت في جهودها لإثبات زيف الواح الوصايا المنسوبة الى عبد البهاء وجهودها لفضح شوقي افندي ولم تتمكن من ايصال صوت اعتراضها الى اسماع جميع البهائيين في ذلك الزمان. ولكن بعد عدة اعوام ألف أحد أوائل البهائيين الألمان ويدعى هيرمان زيمر (۱۴) كتابا تحت عنوان ” وصية مزيفة تنزل العقيدة البهائية الى مستور الشوقية السياسية” (۱۵) تمكن من خلاله اعادة نشر رؤى السيدة وايت وإحياء صوتها في معارضة شوقي افندي.
في كتاب زيمر، الذي يشتمل على ۱۵ فصلا، يجري التذكير بآراء السيدة وايت، ويقوم هو نفسه بدراسة وتحليل وصية عبدالبهاء ويثبت زيف تلك الوصية من خلال الأدلة والوثائق. وفي الفصل الثاني من الكتاب، يقوم زيمر، بدراسة نماذج من سوابق التزييف في تاريخ الجماعات الدینية، ومن خلال تقديم قراءة الخاصة يرى ان التزييف الذي جرى في الواح وصايا عبد البهاء يشبه التزييف في الوصية المشهورة المنسوبة الى قسطنطين الكبير لدى المسیحیين.(۱۶)
ويقارن زيمر في ست صفحات من الكتاب، بين العبارات في الوصيتين مع بعضهما البعض ويقوم بدراسة الجوانب المتشابهة بين الوصيتين المنسوبيتين الى عبد البهاء والى قسطنطين الكبير ويعرض زيمر على القاريء نحو 25 موضوع مشابه ويقارن بين شوقي أفندي ويهودا الاسخريوطي (۱۷)، ويزعم ان شوقي قام بخيانة دين عبد البهاء من أجل المال والسلطة.
ويقارن زيمر، في الفصل الثالث من كتابه بين عبارات وصية عبد البهاء مع العبارات الموجودة في كتاب قرن البديع لشوقي افندي (۱۸) و يذكر ۲۱ مشابهة بين لحن هاتين الوثيقتين، ويدعي أن اسلوب العنف في وصية عبد البهاء المزعومة استخدمت فيها عبارات حادة، تتطابق مع اسلوب العنف والخطاب الحاد في كتاب قرن البديع. والحال ان كل الذين اطلعوا على كتابات عبد البهاء او الذين كانت لديهم تعاملات معه يرون ان عبد البهاء يعتبر مثالا للسماحة واللطف والمحبة والرحمة والوحدة. والحال اننا نواجه عبارات العنف في نص الوصية المنسوبة الى عبد البهاء والتي طبعت عام ۱۹۷۱ من قبل فيلمت، والعبارات العنيفة تلك لا تتطابق مع نفسية عبد البهاء وهي من قبيل:
«غضب الله وانتقامه من اعدائه ـ مقرف جدا ومثير للإشمئزاز ـ العدو القاتل ـ وغاية العداء ـ والأخطاء الوحشية والشريرة ـ والظلم والإجحاف الواضح ـ الكراهية والتمرد والعبد المذنب ومواجهة الأسود الضارية، والذئاب الجائعة والحيوانات المفترسة …» و امثال هذه العبارات التي لم يستعملها عبد البهاء باعتباره زعيما عطوفا، وهذه الاحكام الجافة العنيفة والغليظة للمنتقدين للعقيدة في الداخل والخارجِ، تعتبر مخالفة للنهج الرائج في الغرب.
مزاعم هيرمان زيمر هذه ـ التي يقول انها لاتتطابق مع اسلوب وخطاب عبد البهاء مع سائر كتاباته و خطاباته ـ تلقى تأييدا من قبل السيد شعاع الله البهائي (۱۹) إبن شقيق عبد البهاء أيضا في کتابه الذي ألفه بنفسه (۲۰).
شعاع الله البهائي و وصیة عبدالبهاء
يقول شعاع الله في كتابه :
العبارات والمفاهيم التي وردت في الواح وصايا عباس أفندي مغايرة تماماً للمواضيع والاقوال والتعاليم التي يعرضها على الامريكيين الراغبين في البهائية.
إشتهرعبد البهاء لدى الغربيين المعجبين به، لأجل سلوكه الوسطي وتعاليمه المتنورة حول السلام والحب والمحبة والعفو والسماحة والمداراة والتصالح الديني، ولكن في الوثيقة التي صدرت بإعتبارها وصيته، يبادر فيها الى الندف والسخرية من أخيه غير الشقيق محمدعلي ويوجه له خطابا يصفه فيه ب “مركز الفتنة و الشر” ويزعم ان محمدعلي يسعى الى “القضاء التام على البهائية وزوالها”. و في الوصية المنسوبة الى عبد البهاء يتهم فيها أخيه وخليفته من بعده بتحطيم ميثاق بهاء الله، وتغيير آياته وكتاباته، وتقديم تقاريرتحريضية على عبد البهاء الى الدولة العثمانية وحتى أنه يتهم محمدعلي بأنه كان ينوي اغتيال عبد البهاء وقتله، لذلك نجده يدعو لطرده وتكفيره واخراجه من البهائية ويتمنى له ان يبتلى بالقهر الالهي وينتهي مصيره الى الانحطاط والخذلان الالهي الى يوم القيامة. وبهذه الصورة، يرسم كاتب الواح الوصايا لنفسه دور البطل البريء والضحية والمدافع عن البهائية في مواجهة أشخاص شريرين يعتبرهم العدو ويعتبرهم التجسيد للشر المحض. ويقدم عبد البهاء كذلك في هذه الوصية سبطه شوقي افندي بإعتباره “ولي أمرالله” والشخص المصان من الخطأ. إنه يزعم أن كل من ينبري لمعاداة شوقي افندي أو ينتقده، فإنه كمن ينبري لمعاداة الله ويجب أن يطرد من الجماعة البهائية ويتم اخراجه منها وسيحيق غضب الله وانتقامه بهكذا شخص. انه يمضي الى الامام قدما الى الحد الذي لا يجرؤ فيه أحد أن يبدي رأيه فهو لا يسمح لأحد أن يعبر عن رأيه أبدا.
وقد تم إعداد المحتوى والمضمون العام لهذه الوثيقة بالشكل الذي من الصعوبة بمكان أن يقبله العالم بإعتباره النداء الإيجابي والتقدمي الاخير لزعيم ديني، وخاصة إذا تمت مقارنته مع بعض الكتابات الاخرى والخطابات والتصريحات المألوفة من عبد البهاء.
ويشير شعاع الله في مذكراته الى بعض الكتابات والجُمل والنصائح التي وردت عن عبد البهاء والتي يظهر فيها إن محتواها يختلف تماما عن الجمل الموجودة في الواح الوصايا (۲۱)؛ ومن بينها الموارد التالية أدناه:
«حذاري، حذاري، أن تؤلم قلب أحد الناس! لا أراكم، لا أراكم، تزعجون احدا. حذاري، حذاري، من التعامل بقسوة مع أحد! حذاري، حذاري من إدخال اليأس في قلب أي إنسان. لو تقرر ان يُحزِن أحدكم قلب شخص ما او يدخل اليأس في قلبه فالافضل له أن يموت من ان يبقى يمشي على الارض»!
(أحبوا عدوكم وانظروا الى الحقود واعتبروه محبا لكم ! ومن تظنون أنه عدوكم لا تقطعوا العلاقة معه أو تبدون وكأنكم تتحملوه على مضض، فهذه صفات المنافقين. هذه المحبة ليست حقيقية أبدا ! بل يجب عليكم أن تنظروا الى عدوكم وكأنه صديقكم وتنظروا للحاقدين على أساس أنهم محبين وتعاملوهم على هذا الاساس !…)
(إختاروا الصمت على سهو الآخرين وأخطائهم، وابتهلوا بالدعاء لهم وساعدوهم بالإحسان إليهم، وليكن دأبكم على رؤية عمل الخير وليس عمل السوء! )
أبذلوا عشقكم وحبكم للأجانب، كما تبذلونه لأهلكم واقاربكم ! ولو دعاك أحدهم للحرب، فكن انت المبادر الى التسامح والسِلم ! و لو قام بتأنيبك، بادر أنت الى مدحه والثناء عليه. ولو اعطاك السم الزعاف، انت قدم له الترياق المشافي ! فإن سعى في موتك، أنت ادعو له بالخلود في الحياة ! واذا كان هو الشوك المؤلم لك، فكن له انت كالورد والريحان ،… لا تلوث لسانك بالاساءة الى الغير. انظر الى اعدائك وكأنهم أصدقاء والى الذين يضمرون لك السوء وكأنهم يتمنون لك الخير ! وليكن سلوكك نابعا من قلب ليس فيه حقد. لا تسمح لقلبك ان يكون منزعجا من الآخرين …»!
ويقول شعاع الله البهائي في جانب آخر من كتاباته:
وعندما صدرت الوصية المنسوبة الى عبد البهاء، تمنيت أن يعلن في النهاية أنها مزيفة ويجري إبطالها للأسباب التالية:
اولاً ان هذه الوصية تتعارض وتتناقض مع تشريعات وأوامر بهاء الله، والقوانين الموضوعة من قبله هو.
ثانياً ان هذه الوصية تتعارض مع تعاليم عبدالبهاء نفسه أيضا، ومع مباديء البهائية.
ثالثاً ان هذه الوصية تعارض وتنسف اسس حرية الفكر والعقيدة والرأي وحرية الصحافة.
ولكن آمالي تبددت كلها واُحبطت توقعاتي عندما صوتَت إحدى الجماعات البهائية أي ـ المحفل الوطني للبهائيين في اميركا وكندا ـ لصالح هذه الوصية وأثنت عليها وإعتبرتها جزءا من نظامها الأساسي وأوجبت على البهائيين إعلان الوفاء لكل بنود هذه الوصية والانقياد التام لها. وبهذه الصورة جرى إحياء محاكم التفتيش التي اوجدتها كنائس روما من جديد … .
لقد أوضح رأيه النهائي بالنسبة لالواح وصايا عبد البهاء بهذه الصورة:
(إنني أؤمن جازما أن عبد البهاء كان أعقل من أن يترك لنا هكذا وصية لذلك فإنني أشك في صحة و صدقية هذه الوصية.)
لنعُد الآن الى مواصلة نقاشات السيد هيرمان زيمر.
يقيم زيمر في الفصل الخامس من كتابه مقارنة بين كيفية قراءة وصية بهاء الله وبين وصية عبد البهاء، ويقول:
وصية بهاء الله (وفق ما نقله كتاب قرن البديع) تم ازالة الختم عنها في اليوم التاسع لصعوده، وبحضور تسعة شهود، وجرت قراءتها بعد ظهر نفس اليوم بحضور جمع غفير، بينهم ابناءه، وبعض اقارب الباب، والزوار والمؤمنين الذين اجتمعوا عند قبره الشريف؛ (ومع انه لم يعمل بما تضمنته الوصية تالياً.)
ولكنه لم يعمل بوصية عبد البهاء. في البداية وصلت برقية بتاريخ ۲۲/۱۲/۱۹۲۱ من حيفا الى القنصل شوارز، في اشتوتغارت، تقول: (السيد قضى نحبه. أقيموا له حفل تأبين في 7 يناير كانون ثاني. الأوامر الكاملة ل الواح الوصايا سوف ترسل ترجمتها لاحقا، ابلغوا الاصدقاء بذلك. الورقة العليا.) جرى ذلك في حين لم ينشر محتوى الاوامر المذكورة في نص الوصية، إلا بعد عودة شوقي من أوربا.
روایة روحی افنان، ابن خالة شوقی افندي ومساعده، عن الواح وصایا عبدالبهاء
السكرتير السابق ل شوقي افندي وابن خالته روحي افنان، كتب رسالة الى الدكتور أ. ديبولد (وقد قُرئت هذه الرسالة بتاريخ ۱۲/۳/۱۹۳۰ مع إدراج عبارة “تم قراءتها” وجرى تأييدها من قبل شوقي). وجاء في هذه الرسالة:
سائر اعضاء الأقارب، يعني جدتي و بناته الأربع وإنسباءه وأنا نفسي بإعتباري سبطه الوحيد الموجود في حیفا اضافة الى خسرو، الخادم الموثوق للسيد (عبدالبهاء)، قمنا بصورة جماعية، باخذ المفاتيح من من جيب لباسه الذي كان بجوار الدُرج. وقمت أنا بحضور جميع الأشخاص بفتح باب صندوق الامانات وقد وجدت من خلال توجيهات السيدة منور خانم، العلبة المعدنية التي تشبه الاُنبوبة والتي كانت الوصية توجد بداخلها وقمت بفتحها. وفُتحت الوصية وشرعتُ بقراءتها واطلعنا عندها على بنود الوصية، بشكل سري وقبل ان يعود شوقي من اوكسفورد. خلاصة القول إني (روحي) فتحت الوثيقة أمام الاقارب في اليوم التالي لوفاة السيد (عبد البهاء).
زيمر، حدس ان تكون البرقية المؤرخة في ۲۲ ديسمبركانون الاول ۱۹۲۱ قد اُرسلت بصورة غير مباشرة من قبل شوقي نفسه وأن نصها مختلف عن ماجاء في الوصية التي ترجمت وطبعت ووزعت في فبراير شباط عام ۱۹۲۵ (أي بعد ثلاثة أعوام ) والتي تم ابلاغ بعض البهائيين بها.
وكتب زيمر نقلا عن السيدة روث وايت في كتاب الديانة البهائية وعدوها، المنظمة البهائية (۱۹۲۹) قائلا: أنه بعد أربعة اسابيع، وصلت نسخة مترجمة طبعت بالآلة الطابعة، وغير موقعة وغير مؤرخة من الوصية المنسوبة الى عبد البهاء الى اميركا وقام هوراس هولي (۲۲) بقراءتها بين جماعة من البهائيين (وكانت السيدة وايت موجودة في تلك الجلسة). ولكن لم يقدم أي توضيح او تحليل للحضور بشأنها. وعليه فإن تعيين خليفة عبد البهاء هذا، كان يبدو كالصاعقة التي نزلت من السماء في يوم مشمس! وذلك ان عبد البهاء لم يتحدث أبدا عن تعيين خليفة له. وكان من المقرر نقل زعامة الجماعة البهائية الى بيت العدل. فقد كتب عبدالبهاء في الصفحة ۲۳۸ من مجلة نجم باختر، بتأريخ23 نوفمبرتشرين ثاني عام۱۹۱۳ قائلا:
(موعود بهاءالله سوف يأتي بعده ب ألف عام أو آلاف الأعوام. هذا هو عهد وميثاق بهاء الله. وفي موارد الاختلاف يجب الاستفادة من مشورة عبدالبهاء … وبعد عبد البهاء، متى ما انعقد شمل بيت العدل العالمي، سيؤول اليه الأمر بإزالة الاختلاف).
وبخصوص الاحتمالات المطروحة حول موضوع الوصية المنسوبة الى عبد البهاء لابأس من الإنتباه الى أجزاء من الفصل السابع من كتاب زيمر ايضا:
تقرير زیمر حول كيفية إعداد الواح الوصایا المزيفة «… تعود اولى الاخبار مجددا عن شوقي افندي حول الوصية، الى الرسالة المؤرخة ب ۱۴ نوفمبرتشرين ثاني عام ۱۹۲۳، في هذه الرسالة اشار شوقي افندي الى الظروف البائسة التي كان يعانيها من المرض والإرهاق البدني في باكورة سنوات الخدمة التي عمل فيها في البهائية. بينما لم نجد شوقي افندي يتحدث أبدا في الموارد السابقة عن أي شكوى من المرض والإرهاق البدني. وهنا لابد من السؤال كيف تمكن شوقي من الحديث عن السنوات التي امضاها في خدمة البهائية؟ ويمكننا ان نفهم من المواضيع التي نقلت عنه سابقا ان شوقي افندي لم يكن موجودا في حيفا من ابريل نيسان حتى ديسمبركانون الاول عام ۱۹۲۲ وكان قد نصب مكانه شخصا آخر بديلا عنه. كذلك في العام التالي، ۱۹۲۳، فإنه كان قد غادر المدينة قبلها أو في الحد الأعلى في شهر يوليو تموز و جرى الحديث عنه مجددا في حيفا في نوفمبر تشرين الثاني! وعليه فإنه في واقع الامر، بقي اربعة أشهر من عام 1922، وسبعة أشهر من عام ۱۹۲۳ في خدمة الأمر! لذلك يكون شوقي قد أمضى بقیة الشهور في خارج بيت الامر، حيث كان منهمكا بعمل آخر. فماذا كان ذلك العمل؟ برأيي أنا، کان ذلك العمل يتلخص في تزييف وإعداد الوصیة المنسوبة الى عبد البهاء بصورة سرية وفي خُفیة. أهم الملاحظات في الوصیة المنسوبة كانت بالتأكيد مخفية عن الانظار في الطبعة الاولى والحال انه كان الاجدر ان تقرأ سابقاً بصوت رفيع في حيفا ونيويورك في ذلك الزمان ! (أي عند صعود عبد البهاء وحتى عودة شوقي افندي) وكان الاخير مضطرا للعمل بشكل مكثف وتحت الضغط ! ولكن حالة الضغط هذه لم يعد لها ضرورة. فالوصیة المزعومة الآن قد وضعت على الطاولة ! وبعد ثلاثة أعوام من القراءة الاولى بصوت رفيع لالواح وصایا عبدالبهاء المزيفة، تسلم كل واحد من الرجال المسنون والمعروفون من المؤمنين بالبهائية، نسخة مطبوعة منها بالآلة الطابعة.
وحتى قبل فبراير شباط عام ۱۹۲۲، لم يكن لدى اي شخص او حتى لدى أي صحفي مثل السيدة وایت موضوعا او مذكرة عن قراءة الواح الوصایا. لذلك كان من السهل اليسير جدا تقديم نص جرى تغييره الى حد كبير بدلا عن النص الاصلي. فبعد ثلاثة أعوام، لم يكن أي شخص يتذكر شيئا ولو نبذة عن المذكرات البدائية. ذلك أنه حتی لدى قراءة الوصیة، لم تقدم أية مذكرات او أي توضیح و تحليل للحضور حول الوصیة المنسوبة. وبذلك يحتمل تكون الفترة الزمنية الممتدة بين ديسمبركانون اول عام ۱۹۲۱ وصيف عام ۱۹۲۲ من المحتمل انها استفيد منها لاعداد واكمال وصیة عبدالبهاء المزيفة وان اوکسفورد او بالاحرى (لندن) و حیفا كانا المرکز والموقع الذي نفذ فيهما هذا الإجراء.
الواح و وصایا عبدالبهاء و التغییر في کتاب الدکتور اسلمنت، “بهاء الله والعصر الجدید“
وماعدا القول عن تکمیل الوصیة المزعومة ل عبدالبهاء، فأن مناقشة الدکتور اسلمنت حول التغییرات واعادة طباعة كتابه يمكن أن يكون العامل المهم الآخر لوجود شوقي في بريطانيا واستمرار غيابه عن حیفا. وهنا أرغب التذكير مجددا بعبارة من شوقي، كنت قد أشرت اليها سابقاً أيضا والتي تتمثل في جملة «إشتدت موجة الخلافات والتشتت والاستهزاء و السخرية من الوصیة المنسوبة الى عبد البهاء». فكيف تم إحتواء هذه الإحتجاجات وحركة التمرد على الوصية المنسوبة الى عبدالبهاء ؟ وهنا علينا ان نلاحظ التحذير الذي جاء في ختام الوصية المزعومة: «لا يسمح لأي شخص إبداء عقيدته للآخرين …». إنه لم يكن نافعا جدا. نفس الاحتجاجات والتمرد يُجسدان هذا الأمر. لكن كتاب الدکتور اسلمنت، “بهاءالله والعصر الجدید” الذي طبع وصدر عام 1923 کان يحوي موضوعا اضافيا يتمثل في (وصیة عبدالبهاء الأخيرة!)
لقد إستفدت أنا من هذه الحقيقة لكي اقول أن شوقي افندي كان بامكانه كتابة العبارة آنفة الذکر بشكل منحاز “إشتدت موجة الخلافات والتشتت بصوررة حاقدة في الماضي من قبل اشخاص استهزأوا وسخروا من وصیة عبد البهاء… وانه تبددت الآن آمال هؤلاء المتآمرين الشریرین، ولن يكتب لها الحياة مجددا“.
ينبغي ملاحظة هذا الامر وهو إن إضافة شوقي افندي هذه الوصیة الى کتاب اسلمنت، حقق بها إنتصارا شخصيا لنفسه، وبهذه الصورة، ونظرا للرؤى المعروضة في الكتاب، إعتبرت المنظمة البهائية كأفضل هدية وإنجاز في شأن البهائية واصبح الکتاب المذکور بمثابة العبارات الاُخری للوصیة. فقد اصبح بامكان كل شخص ان يصل بسهولة الى هذه الحقيقة وهي ان التناقضات الموجودة في الوصیة، هي من صنع الشخص الذي تولى مهمة تزييف وإعداد الوصية. ذلك ان الدکتور اسلمنت إمتنع عن إجراء أي اصلاح أو حذف في كتابه بعد وفاة عبد البهاء. لقد كان للدکتور اسلمنت، عدة جلسات من الحوار في شتاء عامي ۱۹۲۰/۱۹۱۹ في حیفا مع عبد البهاء، قام خلالها بإجراء اصلاحات على نص کتابه؛ بعدها سمح بترجمة كتابه الى اللغة الفارسية حتى يتمكن عبد البهاء من مطالعته وإبداء ملاحظاته فيه لإجراء تعديلات محتملة عليه.
لم يكن مقدرا بالطبع ان يقرأ السيد الرئيس الکتاب بأكمله! فقد تمت مطالعة ودراسة النص الكامل المكتوب بخط اليد بدقة من قبل لجنة، تحت اشراف المحفل الروحي الوطني البريطاني، وحصلت على اجازة لطبعه! وقام شوقي افندي أيضا بمطالعة النسخة الإنجليزية للكتاب وقام بتأييدها بصورة تحريرية. وقد أجرى بنفسه تغييرات على ترجمة العبارات الفارسية الى الإنجليزية وقد حظيت بموافقة اسلمنت ورضاه. تعرف شوقي افندي والدکتور اسلمنت على بعضهما في أول حضور للدكتور اسلمنت في حیفا. وكان الرجلان قد اجتمعا في وقت ما مع شخصين آخرين من البهائيين الایرانين، لترجمة لوح عبد البهاء وإرساله الى “منظمة السلام المستدام المركزية” في لاهاي الهولندية. ومن دون شک فإن شوقي كان قد التقى الدکتور اسلمنت في فترة غیابه عن حیفا والتي استغرقت ۸اشهر عام ۱۹۲۲، وانه سعی خلالها لاقناعه بوضع نخبة من الواح وصیة عبد البهاء في الجزء الأخير من کتابه. وقد ضم ذلك المنتخب اشارات مدهشة تم حذفها، من قبيل حقوق الله، والمبالغ المدفوعة والمهداة الى ولي الامر، وكذلك الحمايات والحراس الشخصيين لولي الأمر، او منع بیان الآراء الشخصية حول الواح وصایا عبد البهاء، وكذلك لعن الأشخاص الذين لا يؤمنون ب ولي الامر. ويلاحظ مكانها منتخب آخر من الاشارات في الطبعة الاولى للکتاب في عام ۱۹۲۳، والطبعة الالمانية في عام ۱۹۲۷ والتي تمثل في الواقع احتجاجا ومواجهة غامضة من قبل المعارضين لالواح الوصایا المزيفة.
لقد خطط بهاء الله لما بعد وفاة عبد البهاء، تشكيل بيت العدل بمشاركة ممثلي البهائية في ارجاء العالم، لتولي مسئولیة شئون البهائية ومراقبة نشاطاتها والتنسيق فيما بينها، والحيلولة دون اثارة الخلافات والتفرق وحفظ وصیانة التعالیم البهائية من اشكال الفساد والأخطاء. وماعدا ذلك فإن بهاء الله كان قد حظر أي شكل من أشكال التفسیر وتبیان النصوص ماعدا عبد البهاء، من بعد وفاته من قبل بیت العدل. فقد أعلن بنفسه في الکتاب الاقدس انه يمنع أي تفسیر وتأویل للنصوص المقدسة، يتعارض مع بیانها الصریح والظاهري. وانه سيظهر في غضون ۱۰۰۰عام او آلاف الأعوام الاخرى أحد المظاهر الالهية الاخرى تحت ظل بهاءالله، ويتولى هدایة الناس بمعية البراهین الواضحة للرسالة الالهیة. لكنه حتى ذلك الزمان تبقى تعالیم وکلمات بهاء الله وعبد البهاء وقرارات بیت العدل العالمي المرجع الصالح الوحيد فقط للهدایة والتوجيه.
وفي الطبعة الثانية الالمانية (من دون إدراج تاریخ النشر) وايضا الطبعة الثالثة بتاریخ۱۹۴۸، والطبعة الرابعة المؤرخة في ۱۹۶۳، تم حذف تلك الجملات المهمة. وفي مقدمة الطبعة الثانية، قيل حول حذف تلك الجملات: (آراء الكاتب التي كتبت بعضها قبل عام ۱۹۲۱، لم تعد تتطابق بالضرورة في بعض الجوانب مع الطبيعة التکاملية للديانة البهائية … وانه جرى ادخال عدة أخطاء في النصوص يصعب تجنبها).
ونظرا للعبارات آنفة الذکر والتي إعتبرت في الواقع بمثابة صفعة للوصیة المنسوبة الى عبد البهاء، لم يعد من سبيل أمام المحفل الروحي الوطني في امریکا سوى حذف العبارات المذكورة طبقا لتوصیة شوقي افندي وتأكيده. ويعد هذا الحذف من نماذج استغلال التاریخ الکلاسیکية. ومن تلك الموارد التي تعرضت للتحريف هي الحقائق التاریخية بهدف ضمان المصالح لأقلية صغيرة تتمثل في ولي الامر وأرفع مسؤول تنفيذي في المنظمة الإدارية للبهائیة.
وحول ما إذا كان شوقي كان فيما مضى (عندما تغيب عن الحضور في فلسطین) قد سعى للتلاعب في الجملات آنفة الذکر وتغييرها أم لا فإن مابوسعنا القول فيه أننا حدسنا ذلك، وذلك لان شوقي كان مهيمنا على تنظیم نص الوصیة وإكمالها، ونحن لا يمكننا أن نوافق بأن الجملات المعنية بقيت بعيدة عن الأنظار بشكل خاطيء وبهكذا بساطة، والحال أنه جرى طبع وإصدار الطبعة الاولى بموافقة شوقي افندي.
و كون الفقرة الجديدة لحقيقة ان مواضيع الوصية المزعومة اضيفت خلافا لتكهنات بهاء الله بخصوص الفترة التي تلت عهد عبدالبهاء، بعيدا عن أنظار شخص ذكي مثل الدكتور اسلمنت أمر يثير اكثر من علامة استفهام.لذلك يمكن تكرار سؤال افلاطون المعروف (ماهي الحقيقة؟) مرة اخرى هنا حتى لو لم يتذكر المصحح شعار لزوم تحري الحقيقة في بداية الكتاب.
وجود عبارات متناقضة في الطبعة الاولى لعام ۱۹۲۳، … بعد وفاة عبد البهاء، وفي محفل روحي عالمي، ما يسمى ب بیت العدل، وفي نهاية الکتاب والواح الوصایا (المزعومة) الى عبد البهاء مع مواضيع ولي الامر ومنصب ولایة الامر… ألا تثبت لنا هذه الاختلافات والتعددية، التوافق القطعي بین ولي الامر والدکتور اسلمنت؟
على اية حال فقد شاهدنا بعد عامين، جلوس الدكتور اسلمنت في حيفا الى جانب ولي الامر بإعتباره أهم زميل له. لكن هذا التعاون لم يكتب له الدوام كثيرا فقد وافته المنية سريعا في عام ۱۹۲۵ والتحق بعالم الآخرة. وسرعان مع أخذ اسلمنت أسراره معه الى القبر.
وفي نفس الفترة أي في الشهور الاولى بعد صعود حضرة السيد(عبد البهاء)، حدث مورد آخر من التزييف والغش من قبل ولي الأمر. وكان التزييف والغش التالي جرى بهدف تمهيد العالم للبهائیة ولأتباع عبد البهاء. وحول تغییر الاسلوب والکلام في الوصیة المزعومة والمنسوبة الى عبد البهاء وانتاج وثيقة لتطبيق عبارات كانت حتى ذلك الزمان غير مسبوقة تماماً ولا يمكن نسبتها الى عبد البهاء : بعنوان (آخر لوح مهم من عبد البهاء الى أحباء شرق العالم وغربه.)
وكان آخر لوح منسوب الى عبد البهاء، مثل الواح الوصایا المنسوبة اليه، يقتفي هدفا مشابها، يتمثل في مواجهة الانتقادات والاحتجاجات الواسعة على وصایا عبد البهاء المزيفة والتي كنا نحن في الغرب لا نعلم عنها أدنى شيء. وكان لهذا اللوح المهم الأخير، بيان مشابه تماما لألواح وصایا عبد البهاء لكنه كان مختلفا تماما عن بیان عبد البهاء التاريخي المستمر. فهو عندما يتحدث في الختام عن تجنب التعصب وتجنب غیبة الأغيار ،…” فإنه يتحدث في الواقع لمصلحته هو. وهذا اللوح المنسوب الى عبد البهاء يشبه المرآة التي يشاهد فيها مقاومة احباء البهائية في الشرق وما هو أبعد من قاطبة الایرانیين، والذي نشاهد فيه ما يختص بمقام ولایة أمر شوقی المزعوم».
يشير زيمر في الفصل الرابع من كتابه الى ملاحظة مهمة قائلا:
في الوصية المنسوبة الى عبد البهاء، نشاهد توقع مناصب بارزة الى شوقي أفندي ويذكر إسمه فيها بإعتباره وليا للأمر وقد منحت له في الديانة البهائية أرفع المناصب. فهو يقوم بتوضيح وتفسير الآيات الالهية وقد اُسندت اليه رئاسة بيت العدل العالمي ومُنح إقتدارا يماثل مستوى امبراطور. فضلا عن حقوق الله التي تعني وضع 19 بالمئة من العائدات السنوية لجميع البهائيين تحت تصرفه أيضا وهو ما يمثل دعامة مالية عظيمة بين يديه. وهو الشخص الذي سيمسك أبناؤه بزمام الامور الى الأبد وتقرر أن يحيط به على الدوام تسعة أفراد هم أيادي الأمر بإعتبارهم حماياته وحراسه الشخصيين الذين يعملون بخدمته ويواظبون عليه كي لايمس الغبار وجهه ولا يعتري الحزن والغم قلبه.
لاشك إن وضع كل هذه الإمكانيات والصلاحيات تحت تصرف شوقي افندي أمر يثير الريبة، وذلك لأن شارع الديانة البهائية لم يمنح هكذا صلاحيات من قبل في الكتاب الاقدس ولا في الالواح للذين يأتون من بعده وإنها المرة الأولى التي تطرح هكذا امور بعد الصدور المفاجيء لهذه الوصية.
فهل يمكن القبول بأن بهاء الله، الذي يمثل تجليا لله في عصرنا، ان ينسى ببساطة في كتاب قوانينه مواضيع مهمة من قبيل ولي الامر ومقام ولاية امرالله المنيع ورئاسة البرلمان العالمي؟ مثلما ينسى تلاميذ المدارس المواضيع المدرسية بالضبط أو مثلما يفقد العجائز والمسنون ذاكرتهم؟
لم يتجاوز عمر بهاء الله عندما دون الكتاب الأقدس أكثر من ۶۰ عاما وكان يحظى بذاكرة تامة. لذلك لم يكن بالإمكان أن ينسى موضوع بهذا القدر من الاهمية في شريعته.
يقول عبد البهاء: «حمدا لله ان بهاء الله لم يدع شيئا لم يبينهُ، فقد أوضح كل شيء ولم يدع أعذارا لأي شخص يتذرع بها حتى يقول شيئا …» (۲۳)
كتب زيمر، في أواخر كتابه وفي الفصل العاشر منه قائلا:
ما يجري تقديمه اليوم بإعتباره من الدیانة البهائية، هو في حقیقة الامر العمل طبقا لأوامر شوقي والذي يمكن تسميته ب (الشوقیة) ومن خصوصياته الرقابة ومنع النشاطات السیاسية والنفي والتکفیر وهي ليست بالمعایيرالجيدة لنظام عالمي جديد. وأن ما يجري تعليمه اليوم من قبل المنظمة البهائية وتشکیلاتها هي تعالیم شوقي وترهات المنظمة البهائية وتشکیلاتها ولا علاقة لها بالدیانة البهائية؛ بل يجب تسميتها ب “الشوقیة”. ويمكننا تصنيف كل التغییرات التي طرأت على الدیانة البهائية بالامور التالية أدناه:
* الوصیة المزيفة بموضوعات ولي الامر و ولایة الامر و نصبه على رأس ” البرلمان العالمي”
* حراسَهُ الشخصيين (ایادي الأمر)؛
* عرض النقود من قبل الناس وتقديمها تحت عنوان “حقوق الله”، التي يجب أن تنفق بواسطة ولي الامر عبر التشکیلات البهائية و المحافل المحلية والوطنية للأمور الألهية.
* الحکومة البهائية العالمية او ما تعرف برابطة الكومنويلث البهائية؛
* وضع الرقابة؛
* طلب الاعفاء من حضور المراسم الدينية للوافدين الجدد على الديانة البهائية؛
* اعلان القبول بالقوانین والقواعد الجانبية وملحقاتها التي جرى ذكرها في الواح الوصایا المنسوبة الى عبد البهاء؛
* العزلة الدينية عبر الحظر المحدود او الواسع والاجتماعي للبهائیين: والطرد الاداري والطرد الروحي؛
* المنظمة القائمة على أساس الحکم الالهي (الثيوقراطي) حسب الترتیبات و تسلسل المراتب البهائية؛
* تبعیة الفهم الفردي للفهم الجمعي و الجماعي: منع اعلان حرية المعتقد على اساس الوصیة المنسوبة الى عبد البهاء…
ومع ان هيرمان زيمر يؤيد في كتابه تصريحات السيدة وايت حول زيف الوصية، ولا يقيم هو بنفسه اي وزن لألواح الوصايا المنسوبة الى عبد البهاء، لكن المركز العالمي للبهائية (بيت العدل)، اعتبر ان مزاعم السيدة وايت غير صحيحة وقدم الأدلة على صدقية الوصية المنسوبة الى عبد البهاء وزعم ان (جميع الاشخاص الذين يعرفون خط عبد البهاء في ايران و غيرها من الدول يقبلون ان الخط الموجود في الواح الوصايا يتطابق تماما مع خط عبد البهاء. وأنه نفس محمدعلي وحتى الذين يمكنهم أن ينتفعوا بإعتبار الوصية غير صحيحة لم يشككوا في صدقية ماجاء في الوصية، ما عدا السيدة الاميركية وايت التي زعمت انها مزيفة والحال انها لم تعرف اللغة الفارسية التي كانت غريبة عليها وتجهلها. كذلك فان خبيرالخط الذي استندت اليه السيدة وايت هو ايضا من بلاد الغرب وهو لا يمكنه ان يبدي رأيه الحاسم من دون رؤية الخط الاصلي.)
وجاء في قسم آخر من مذكرة بيت العدل، ان المسئولين المدنيين في فلسطين، قبلوا بموضوع خلافة شوقي أفندي وأعلنوا دعمهم له بإعتبار أن عبد البهاء قد أوصى به. (۲۴)
وحول تصريحات السيدة وايت في زيف وصية عبد البهاء، يرى شعاع الله البهائي الذي ليست له علاقة جيدة مع السيدة وايت والمتهم بنوع ما هو و أبوه بالمشاركة في تزييف الوصية، فإنه مع تأییده لاختلاف خط الواح الوصایا المنسوبة مع خط عبد البهاء، كتب قائلا:
رغم أن تقرير آينسورت ميتشل حول احتمال زيف جميع أو بعض الواح وصايا عبد البهاء امر مؤكد ،ولكنه لايمكنه ان يكون عاملا حاسما مئة بالمئة بأي حال من الأحوال. ذلك أن الوثيقة حتى وإن لم تكن بخط عبد البهاء نفسه لكنه من المحتمل أن عبد البهاء أملى المواضيع على أحد الكتاب أو على أحد أقاربه لكتابتها. وكذلك هنالك موضوعان يتعارضان مع آراء الدكتور ميتشل: اولا هو لا يملك خبرة واختصاص بالخط الفارسي والكتابات الفارسية ولم يمتلك القدرة التي تؤهله قراءة الخط الفارسي. وثانيا يوجد هذا الاحتمال وهو ان نماذج الخطوط التي عرضتها السيدة وايت على خبير الخط لم تكن خطوط عبد البهاء الاصلية! أضف الى ان صحة وصدقية الوصية لم تتعرض أبدا الى شكوى واعتراض في محكمة خاصة وقد طلب من البهائيين الوثوق ب شوقي افندي وسائر حماة عبد البهاء الذين صدقوا بصحة الوصية. (۲۵)
قمر بهائی، حفيدة بهاء الله: الواح وصایا عبد البهاء مزيفة!
من الاشخاص الآخرين الذين إعتبروا ألواح وصايا عبد البهاء مزيفة هي السيدة قمر البهائي (۲۶) إنها حفيدة بهاء الله من إبنه بديع الله. فقد ذكرت هي في مقالة بعنوان عباس عبد البهاء كتبتها مطلع عام۱۹۵۳ وزعمت ان الواح وصايا عبد البهاء زائفة. انها تقول لو افترضنا اننا قبلنا بأن الواح الوصايا هي من كتابات عبد البهاء نفسه فإنها سوف تقلل من سمعته. فبعض الاشخاص الذين يلهثون وراء المصالح الدنيوية والشخصية كتبوا وصية ونسبوها الى عبد البهاء وبناء على اقوال السيدة نِغار بنت السيدة قمرالبهائي، فانه توجد هنالك رواية وقصة شهيرة تتردد بين اعضاء اُسرة بهاء الله، بهذه الصورة وهي: أن تنصيب شوقي افندي بمنصب “ولاية الأمر” هي من بنات أفكار جدته السيدة منيرة خانم، زوجة عبد البهاء وانه من المحتمل ان تكون السيدة منيرة خانم قد بادرت بمعية السيدة ضيائية خانم (والدة شوقي افندی) او سائر ذويه القريبين الى القيام بهذا العمل من اجل الاستحواذ على السلطة والقوة خلف زعامة شوقي، وذلك لأنه كما أشارت السيدة قمر البهائي، أنه عندما كتبت الواح الوصايا، لم يكن شوقي سوى مراهقا … وأنه لم تكن لديه القدرة على تفهم ابعاد المسئولية الكبيرة التي أناطها به هؤلاء الأشخاص. وهؤلاء الاشخاص سواء بادروا الى هذا العمل عن قصد وسوء نية او من دون تعمد، لاشك انهم ارتكبوا ذنبا لا يمكن غفرانه ضد عباس افندي. فالوصية التي تتناقض مع وصية بهاء الله، انها مدعاة للخزي حقاً … الجميع يعلمون ان عباس افندي (مع علمه ان بهاء الله كان قد حدد خليفته في حال وفاة عبد البهاء وأمر بإنتقال زعامة الجماعة البهائية الى أخيه محمدعلي افندي) فانه لا يمتلك صلاحیة تعیین شوقی افندی زعيما للجماعة البهائية. فهل يمكن تصور مخالفة وصية بهاء الله من قِبله؟ هؤلاء الاشخاص الذين كتبوا الوصية وتصوروا انهم يكونون قد عملوا بذلك على تكريم وتمجيد عبد البهاء، انهم في الواقع حملوه عيبا وعارا، وهذا الامر يفهمه حتى عامة الناس، فما بالك بزعيم ديني! ذلك أنه في الظروف الحالية صوروا عبد البهاء بصورة إبن متمرد عمل خلافا لما نصت عليه وصية أبيه. تلك الوصية التي حصل بموجبها على استحقاق زعامته (۲۷)
ومع انه حسب مزاعم بيت العدل لم يكن لتصريحات السيدة روت وايت المزعزعة لافكار بعض البهائيين الالمان، لم يكن لها تأثير على بقية البهائيين (28)؛ لكن السيدة وايت كانت تحظى بتأیيد ومودة عبد البهاء، وحسب رأي البهائيين الامريكان أيضا فإنها عُرفت بانها شخصية ايجابية وغير منحازة، تمكنت تصريحاتها من إيجاد تأثيرات كبيرة في البهائيين في اوربا واميركا و سائر نقاط العالم. و في المانيا ساهمت إجراءات السيدة وايت بايجاد “الاتحاد العالمي للبهائيين” بجهودها هي و جهود هريجل، وأصدقاء عبد البهاء.
كذلك فقد انتشرت هذه التصريحات بصورة واسعة في العالم بواسطة هيرمان زيمر و عدد من بهائيي العالم الذين ما كانوا ينظرون بايجابية الى شوقي وطبقا لبنود كتاب العهد الى ميرزا محمدعلي الاخ غير الشقيق ل عبد البهاء والذي كانوا يعتبرونه الخليفة القانوني ل بهاء الله. ولولا التصرفات العنيفة والمتشددة التي اتخذها شوقي افندی وإجراءاته في طرد المعارضين والمنتقدين والمحتجين بصورة واسعة، لكان من الصعب عليه أن يتمكن من الهيمنة على الأوضاع ومواصلة زعامته الموحدة للبهائيين. كذلك فان استقرار الحكومة الخاضعة لقيمومة بريطانيا في فلسطين بدلا من الدولة العثمانية، والارتباط الجيد جدا ل شوقي افندی مع الحكومة الجديدة، وروحية البهائيين ـ الراضين دوما عن الاوضاع الموجودة ـ لم تكن عديمة التأثير أيضا في غلبة شوقي افندي وموفقيته في قمع معارضيه.
النتيجة
الوصية المنسوبة الى عبد البهاء والتي واجهت في البداية تحديا جديا في القبول والصدقية والمشروعية، حصلت على قبول غالبية البهائيين مع مرور الوقت وعرفت فيما بعد بعنوان وثيقة مهمة جدا ومُكملة لكتاب البهائيين المقدس (الاقدس) و أصبح بالإمكان الاستناد اليها. وطبقا لهذه الوثيقة أصبح شوقي افندي يمتلك صلاحيات خاصة لم تجر الإشارة اليها سابقا في الكتاب الاقدس. وقد تم إعتباره في الواح الوصايا، باعتباره ركنا من اركان الديانة البهائية والذي يمتلك ارفع درجات القوة والاقتدار وأنه في حال تم حذفه سوف تضمحل العقيدة البهائية.
وبالرغم من المحاولات التي قام بها معارضو شوقي لإسقاط وصية عبد البهاء وإعتبارها مزيفة لم تثمر عن نتيجة فقد تمكن شوقي من إبعاد معارضيه من المسرح وتمكن عمليا من قيادة الجماعة البهائية لسنوات طويلة، لكن المزاعم التي طرحت حوله لم تجري ملاحقتها أبدا في محكمة مختصة ومحايدة ولم تقدم الإجابة اللازمة على تلك المزاعم فكان البهائيون يرون في الأوضاع الموجودة دوما بمثابة عطية الهية ومطلب الجمال الميمون ل (بهاء الله)، لذلك لم يبذلوا أي مسعى لمتابعة تلك المزاعم التي كانت السبب في حدوث التطورات الأساسية في الديانة البهائية.
المذكرات
۱-مجموعة الواح الجمال الأقدس الابهى – لجنة نشر المؤلفات الأمرية فارسية وعربية – هوفهايم – المانيا الطبعة الاولى ۱۳۷ البديع عام ۱۹۸۰ ميلادي ،ص ۱۳۶
۲-عبد الحسين آيتي المعروف ب ( آواره) من الدعاة المحظيين باهتمام عبد البهاء تخلى عن البهائية وعاد الى احضان الاسلام بعدما توصل الى معلومات عن البهائية بعد وفاة عبد البهاء وحلول شوقي أفندي مكانه، وقد ألف بعد ذلك كتاب (كشف الحيل) في الرد على البهائية.
۳-حسن نيكو من مواليد بروجرد عام ۱۲۹۵ هجري، كاتب ومدرس في ثانويات طهران ومن دعاة البهائية المبرزين وقد عاد الى أحضان الاسلام تزامنا مع عودة آيتي. ألف كتاب فلسفه نيكو في خمس مجلدات للرد على البهائية.
۴- فضل الله مهتدي المعروف ب(صبحي) من مشاهير دعاة البهائية، كاتب عبد البهاء الخاص بعد وفاة عبد البهاء وحلول شوقي أفندي محله تخلى عن البهائية للتعبيرعن إحتجاجه وعاد الى أحضان الاسلام وأصبح من زمرة المعارضين الأشداء للبهائية.
۵-أحمد سهراب (۱۹۵۸ – ۱۸۹۳) سكرتيرعبد البهاء ومترجمه كان من عام ۱۹۱۲ وحتى ۱۹۱۹ كان كاتبا لامعا ومن الاعضاء الاصليين لتشكيلات البهائية في اميركا، طرد عام ۱۹۹۳ من الجماعة البهائية بسبب معارضته ل شوقي افندي.
۶- السيدة روث وايت (Ruth White) كاتبة اميركية ثرية، إعتنقت البهائية في زمن عبد البهاء لكنها و بعد أن علمت بخلافة شوقي أفندي إنبرت لمعارضة البهائية وتشكيلاتها الإدارية.
۷-كتاب مذكرات الانحطاط والسقوط – فضل الله مهتدي (صبحي) صفحة ۲۱۹ و ۲۲۰ الذي إهتم بشرح هذا الموضوع و طبع نسخة من الشيك المشار اليه سابقا.
۸- Ainworth Mitchell
۹-النص الكامل لتقرير الدكتور ميتشل الموجود في العنوان التالي
http://www.fglaysher.com/bahaicensorship/camichell-report.htm
۱۰-كتاب الديانة البهائية وعدوها، المنظمة البهائية – روث وايت
THE BAHA’I RELIGION AND ITS ENEMY, THE BAHAI ORGANIZATION; THE TUTTLT COMPANY RUTLAND; VERMONT; 1929
۱۱-نفسه.
۱۲- المجلة الخبرية للبهائية رقم 31/4/1929 نقلا عن كتاب المراسلات بين المفوض السامي في فلسطين وبين روث وايت حول الالواح المنسوبة الى عبد البهاء في مارس آذار ۱۹۲۳ الترجمة الالمانيى ـ اشتوتغارت، طباعة استنسيل.
۱۳-كتاب الديانة البهائية و عدوها، المنظمة البهائية، روث وايت.
۱۴- HERMANN ZIMMER
۱۵-“A FRAUDULENT TESTAMENT DEVALUES THE BAHAI RELIGION INTO A POLITICAL SHOGHISM”. WORLD UNION FOR UNIVERSAL RELIGION AND UNIVERSAL PEACE. من إصدارات الاتحاد العالمي للديانة العامة والسلام العالمي (الإسم الذي وضعه زیمر لافکاره و تشکیلاته).
۱۶-أشهرعملية تزييف تاريخية حصلت في القرون الوسطى نتيجة للتأثيرات السياسية الواسعة الناتجة عن العلاقات بين الكنيسة والحكومة، والتي إتخذت صفة تاريخية، هي وصية القيصر قسطنطين الكبير دوناتيوكنستانتيني c.c اول ملوك روما (عام ۷۵۰ ميلادي) وهو الذي بادر الى التسامح مع المسيحيين وأوقف إعدام أتباع عيسى. فبعد شفائه من مرض الجذام، إعتنق المسيحية وأدى غسل التعميد وأصبح في الظاهر من انصار المسيحية، ظهرت بعدها وصية منسوبة اليه منح فيها صلاحيات خاصة الى البابا سلفستر الأول وإعتبره زعيما ربانيا وإعتبر أن معارضته تعني معارضة الرب. تلك الوصية التي جعلت الكنيسة والبابا يتحكمان ردحا طويلا من الزمان في شئون العالم.
۱۷-يهودا الاسخريوطي من أتباع وحواريي المسيح (ع) قام بخيانة المسيح من أجل المال.
۱۸-كتاب القرن البديع أهم مؤلفات شوقي أفندي، طباعة ويلمث ۱۹۷۰
۱۹- شعاع الله البهائي (SHUAULLA BEHAI)، نجل محمد علي و ابن أخ عبد البهاء وحفيد بهاء الله ولد في عكا عام۱۸۷۸ ميلادي ونشا وترعرع تحت اشراف جده.
۲۰-كتابات شعاع الله البهائي، مجموعة كتاب لم يصدر، تم تأليفه أواسط عقد ۱۹۴۰ واطلق عليه تسمية (الديانة البهائية) قام السيد اريك استتسون بادراج هذه الكتابات في كتابه المسمى ب (التاريخ الخفي).
A LOST HISTORY OF THE BAHAI FAITH THE PROGRESSIVE TRADITION OF BAHAULLAH FORGOTTEN FAMILY SHUAULLAH BEHAI ERIC STETSON; EDITOR VOX HUMRI MEDIA NEWARK; DELAWARE.
۲۱- موقع الابحاث البهائية www.bahairesearch.org مقالة حول تعاليم والواح وصايا عبد البهاء مطلع شهر آذر عام ۱۳۹۵ هجري شمسي المصادف ل ۲۲نوفمبر تشرين الثاني عام ۲۰۱۶
۲۲- هوراس هولي (HORACE HOLLY) مواليد ۷ ابريل نيسان عام ۱۸۸۷ في أميركا، من أعضاء البهائية المؤثرين والبارزين. إنضم للبهائية عام ۱۹۰۹ والتقى عبد البهاء عدة مرات تم تعيينه من قبل شوقي افندي في زمرة ايادي الامر من عام ۱۹۵۷حتى عام ۱۹۶۳
۲۳-كتاب السلام العالمي ۱۹۲۵ المجلد ۲ص ۴۵۲، المنقول عن كتاب هيرمان زيمر.
۲۴-ملزمة سطوة الميثاق الجزء الثاني ترجمة حسن محبوبي من النسخة الانجليزية، الصادرة عن المحفل الوطني لبهائيي كندا في اكتوبر تشرين اول ۱۹۷۶ ص ۳۸
۲۵- موقع ابحاث البهائية، مقالة تعاليم والواح وصايا عبد البهاء
۲۶-سايت بهائيپژوهي، مقاله تعاليم و الواح وصاياي عبدالبهاء مطلع شهر آذر عام ۱۳۹۵ هجري شمسي المصادف ل ۲۲نوفمبر تشرين الثاني عام ۲۰۱۶
۲۷- قمر البهائية GHAMAR BEHAI(۱۹۰۴ـ۱۹۷۰) حفيدة بهاء الله من إبنه ميرزا بديع الله.
۲۸-الوثيقة رديف۲۰ (التاريخ الخفي)
۲۹- ترجمة بخط اليد مؤرخة في ۲۳ ديسمبر كانون اول ۱۹۷۶ من بيت العدل تخاطب أيادي أمر الله ومشاوريه في القارات، نقلبا عن ملزمة سطوة الميثاق.