رأي وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) حول البهائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

54

موقف المسلمين من البهائية

يعيب المسلمون على البهائية نسخها أركان الإسلام وأسس الإيمان مثل تغيير الطقوس والعبادات كالصلاة والصوم والزكاة ووجهة الحج وطريقة أداء هذه الفريضة.

كما يأخذون عليها تحريمها الجهاد وهو أحد الفروض الأساسية في الإسلام.

ويعتبر المسلمون أن وحدة اللغة التي يدعو إليها البهائيون ما هي إلا دعوة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية “حتى تنقطع عن كتابها المقدس وتاريخها المجيد”.

يرى المسلمون في الكتب التي تركها البهاء ويسير على هديها البهائيون خطرا على الدين الإسلامي لأنها “ناسخة لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم”.

بسبب توجه البهائيين إلى عكا وحيفا وإسقاطهم الجهاد، بما في ذلك محاربة إسرائيل، وبسبب وجود المركز البهائي في إسرائيل والحدائق الضخمة التي أقاموها هناك بتكلفة 250 مليون دولار، انتشرت أقاويل كثيرة حول علاقتهم بالصهيونية وعن الدعم المادي الذي يلقونه من دوائر معادية للعالم العربي والإسلامي، ليكون هذا المركز منطلقا لنشر البهائية في الدول المجاورة. ويربط البعض بين البهائية والصهيونية، إلى درجة أن الزعيم المصري جمال عبد الناصرقام في عام 1962م بإغلاق محافلهم في مصر بحجة أنه لا يريد “أن تكون هناك قنوات للنشاط الصهيوني في مصر”.

وفي أعقاب ذلك صدرت عدة بيانات من الأزهر تقرر “بارتداد البهائية وأنها فرقة ضالة”.

وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى تعلن “أن الإسلام لا يقرّ أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه”، وكفّرت الفتوى كل من يعتنق الفكر البهائي.

واستند المجمع في فتواه إلى فتاوى سابقة لكبار علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ جادّ الحق علي جاد الحق وفتوى الشيخ حسنين مخلوف (مفتي الديار المصرية السابق) والتي تؤكد على أن “من يعتنق البهائية فهو مرتد عن الإسلام وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة “.
وبتحريم جواز صلاة الجماعة، إلا على الميت، يرى بعض المسلمين أن البهائية “تسعى إلى تفرقة المسلمين.”
البهائيين في فلسطين

يجد الباحثون المعنيون صعوبة في تحديد عدد البهائيين في الدول العربية والإسلامية بسبب عدم إمكانية الإحصاء السكاني للبهائيين لأنهم غير مسجلين كأتباع لهذه الديانة، لكنه يعتقد أن البهائيين موجودون في كل دول العالم، وأن عددهم في الهند، كما يقول البهائيون أنفسهم “يتجاوز المليون شخص”، كما توجد أعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية (يقدر عددهم بمليوني شخص ينتسبون الى 600 جمعية)، وفي آسيا وإفريقيا، حيث يتركزون في كل من أوغندا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا وفي جزء من السودان والشمال الأفريقي.

على الرغم من اعتبار فلسطين، وخاصة مدينتي عكا وحيفا، مهجة البهائيين وقبلة أفئدتهم إلا أن وجودهم في فلسطين محدود بالمقارنة مع أماكن تواجدهم بكثافة كالهند وإيران وأفريقيا وبعض المدن الأمريكية.

يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة “بهاء الله” سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه. كان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م.

وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية “بهاء الله”، دفنت رفاة “حضرة الباب” الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين.

عدد البهائيين

ووفقاً لتعداد 1922 الذي عملت على تنفيذه سلطات الإنتداب البريطاني، بلغ عدد البهائيين في فلسطين (265) نسمة، من أصل (757182) نسمة (هم سكان فلسطين في ذلك الوقت (حسب تقرير جي بي بارون))؛ ثم ارتفع عدد سكان فلسطين في عام 1931 إلى (1035831 ) نسمة، منهم 350 من البهائيين (حسب كتاب إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931)

يقدر مصطفى الدباغ في موسوعة “بلادنا فلسطين” عدد البهائيين في نهاية العهد البريطاني ما بين 550 إلى 600 نسمة. نزح معظمهم عند النكبة إلى الأردن؛ بينما بلغ عددهم في إحصاء 1965 م نحو 200 نسمة.

في آب 2012 تراوح عدد البهائيين بين سبعمائة، وألف شخص فقط: غالبيتهم تسكن في حيفا (95%)؛ وقلة في عكا، قدموا إليها من دول العالم حيث التجمعات البهائيّة، وهم يتولون شؤون مراكزهم الروحية والإدارية.

المصادر:

– ج.ب بارون (عام 1923). فلسطين : تقرير وتلخيص عام لتعداد عام 1922. حكومة فلسطين.
– كتاب احصاء نفوس فلسطين لسنة 1931
– البهائيّون في حيفا / عطا الله سعيد قبطي/ آب 2012

 

https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=4232

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق

14 + nine =