رسالة خالويه أو ايقان ( القسم الثاني)

476

( أكبر كتاب مشهور للبهائيين واختلاف نسخه و…)                       تحقيق الأستاذ محيط الطباطبائي (ره)

(جوهر، مجلة شهرية ، السنة السادسة آذار 19، الرقم المتسلسل 61، الصفحة 15-23

إنّ من يطالع ويقرأ كتاب ايقان من أوله إلى آخره سيجد فيه إثباتاً لإدعاءات السيد علي محمد باب و اعتقاد كاتب الكتاب وإيمانه تجاه السيد باب . وفي أكثر من موضع أراد الكاتب أن يشير إلى قناعته بذكر “خادم فاني” و ” عبد فاني” وأنه لا شبهة تذكر أو ادعاء يدعى حياله. لذلك فإنّ تأليف هذا الكتاب ما هو إلا رسالة حقيقية تثبت الاعتقاد الراسخ لدى الكاتب بكل ادعاءات السيد باب، وهذا ليس إلا حق وعرفان صغير يعبر عنه تجاه السيد باب، وكما قيل فإنّ هذه الرسالة ما هي إلا نتيجة لإزالة الشك والشبهة التي لفقت للبابيين المهاجرين والمسافرين إلى بغداد و ما تعرضوا له من قساوة و إجحاف من قبل معارضيهم

و مما نقلناه من أواخر الباب الثاني، تظهر لنا ملاحظتان عن الاعتقادات الخاصة للمؤلف التي أظهرها حيال البابيين. أولاهما المقيدة “بمصدر الأمر” التي تصدر عن أمره والتسليم له والعودة، والملاحظة الثانية تتجلى في حمل الروح على الكف فداء للسيد الباب حتى آخر نقطة للوصول إلى الغاية المرجوة والكلمة المستورة.

و مَن لديه معرفة بالاصطلاحات البيانية فإنه يعرف المقصود من الحرف المذكور المشهور للكاتب المربوط بالناس في بغداد و المحاورة معهم، وكلمة مستور الشخصية المرتكزة على قول عبدالبهاء في تاريخ السياح ، وهذه الكلمة المستورة التي استخدمها لم تكن إلا للتواري عن أنظار الناس، وقد اتخذ هذا الاسم أيضاً للدلالة على مقامه واسمه الخفي . إن وجود اللفظة قبل كلمة مستور ،وكما جاءت وسقطت من قبل الكاتب ما هي إلا دلالة على فدائه وحبه للسيد باب والامتثال له ولأوامره.

وجود هذه الموارد في الكتاب المذكور ، قبل ذكر انفصال الأخوين نوري وإعلان الدعوة الجديدة والانفصال في أدرنة سنة 1901، لا إشكال فيه ، وبقيت الأمور على حالها إلى انتقال أصحاب السعادة من بغداد إلى اسطنبول وذلك بناء على تقارير ضابط القنصلية الايرانية في بغداد إلى وزارة الخارجية ، بحيث أن ميرزا يحيى أزل بقي على اسمه الخفي والمستعار حتى أثناء خروجه من بغداد وكل أمر ذُكر يشهد على ذلك ويدل عليه. لكن الإعلان عن الدعوة في أدرنة فإن الوضع قد اختلف واقتضت الضرورة عرض كتاب ايقان وإظهاره وأن تكون هذه الألفاظ والعبارات في الكتاب تتناسب مع الادعاء الجديد للبابايين بحيث لا يلحق بهم الضرر.

ومن المحتمل أن يكون الكتاب قبل ذلك موضع قبول وطباعة بخط يد زين المقربين  الذي نال شرف تصحيح وإصلاح الكتاب في مراحل متعددة ، وليس لدينا أي علم حيال ضياع وفقدان نسخ المؤرخ أثناء إقامته في بغداد وأدرنة.

وكما قيل فإنّه يوجد نسختان أصليتان من هذا الكتاب، أحدهما عبارة عن مخطوط بخط زين المقربين والثاني مطبوع بخط نستعليق أما كاتبه غير معروف وربما يكون كاتبه الغصن الأكبر أو الخادم. وإنّ هذين الشخصين هما من أرسلهما السيد باب إلى بومباي سنة 1929 لنشر آثاره ، و نتيجة هذا السفر فقد تمت طباعة النسخة الأولى من كتاب الأقدس وايقان. مع وجود كل هذا فإنّ كلمات ” الخادم الفاني” و” العبد الفاني” و ” مصدر الأمر” و “كلمة مستور” في كلا النسختين الموصوفتين قد بقيت مثل العظم في الدم بالنسبة لمذهب البابية. أما الطبعة الثانية من هذا الكتاب فقد كُتبت بخط نستعليق وبتوقيع كاتبه الذي اتخذ من مقلوب العدد 251 حروف بها وهي 151 شكلاً لتوقيعه. وقد طبع سنة 1931 ويختلف خط نستعليق هذا الكتاب عن خط نستعليق كل من ميرزا جبار مشكين زنجاني وميرزا آقا جان كاشي وميرزا محمد علي غصن الأكبر. وبعد ذلك أورد فاضل المازندراني أسفل كلمة ايقان من المجلد الأول لأسرار الآثار ” أول طبعة بخط قلم مشكين في بومباي سنة 1931″ لا يمكن أن تتطابق مع هذه النسخة، ذلك بسبب: أولاً : إنّ جمع حروف اسم ” مشكين قلم” و”جبار” و” ميرزا جبار” و”جبار زنجاني” لا تتساوي أبداً مع 251 عدد اسم كاتب هذه الطبعة.

ثانياً: التصحيحات التي حدثت في الكتاب من الطبعة 1939 وبعدها في نسخ القاهرة وطهران ودهلي . في حين أنّ نسخة ميرزا آقاجان وميرزا محمد التي طُبعت سنة 1929 و في حياة بهاء في بومباي تتطابق مع خمس وثلاثين نسخة من خط زين المقربين التي كتبها سنة 1923 ، وتعبر نسخة زين المقربين موضع قبول وتأييد من قبل المؤلف.

ثالثاً: وضع عكا سنة 1931 وبعد أكثر من سنة من وفاة زعيم البهائيين فإنّ التجديد والتصحيح الذي شهده الكتاب والطباعة السريعة التي طبع بها لم يكن لتستوقف القارىء أو الإشارة إليه بأية ملحوظة تذكر.

رابعاً: إنّ خط هذه الطبعة يختلف عن خط مجموعة الرسائل المسماة “اقتدارات” التي طبعت في نفس السنة في بومباي وبتاريخ معين وخط وتوقيع مشكين قلم ، ويبدو أنّ فاضل مازندراني لم يذكر اسم كاتبه في الطبعة الأولى لكتاب ايقان بالمقارنة مع الطبعة الأولى لمجموعة اقتدارات التي طبعت سنة 1931 وبقلم مشكين قلم، ولذلك اختلط الأمر في كتاب ايقان الذي طبع لأول مرة سنة 1931 ، وبناء على هذا فإنّ نص طبعة سنة 1931 مع النصوص التي أُصلحت سنة 1939 وبعدها قد سارت على نفس المنوال من حيث تغيير شكل الألفاظ والعبارات ، وفي هذه الطبعة تم تبديل “الخادم الفاني” ب “المظلوم” وكلمة ” مستور” ب ” الكلمة العليا”.

لذلك فإنّ الطبعة الأولى سنة 1929 تتطابق تطابقاً كاملاً مع النسخ التي كتبها زين المقربين من حيث الإملاء والإنشاء، وتعتبر هذه النسخة نسخة معتبرة ولا يمكن أن تقارن مع النسخة الثانية التي طبعت بعد سنة منها والتي احتوت النسخة الثانية على كثير من التغييرات في الألفاظ والعبارات. ومن سنة 1907 إلى 1939 شمسي الموافق 1358 قمري ، يعني طوال مدة ثمانين سنة فإنه لم يُسمع أو يشاهد أي نسخة لكتاب ايقان بخط المؤلف في فلسطين أو في مكان آخر، إلى أن جاء فجأة فاضل المازندراني وبعد ثمانين سنة من ذلك التاريخ وكتب نسخة من الكتاب وبدون تاريخ في بيت فاطمة خانم بنت ميرزا علي ترياكي الخراساني وزوجة حاجي ميرزا حسينعلي يزدي المعروف ب “سمى المقصود” أو ” همنام بهاء” الذي كان من العمال باسم البهائيين في يزد وشيراز ، ولم يكن له اي نسب مع أفنان الشيرازي . ويتشابه خط هذه النسخة مع خط عبدالبهاء في شبابه حينما كان في السابعة عشرة من عمره، كما كتب المازندراني في حواشي بعض الصفحات مطالب أيضاً وخطه فيها يشبه خط بهاء.

وتعتقد المرأة صاحبة البيت أنّ هذه هي النسخة نفسها التي كانت قبل ثمانين سنة في بغداد والتي سُلمت إلى السيد محمد خال الأكبر ، وبعد وفاته حُرم أولاده الثلاثة وبناته من ميراث العائلة ووصل الكتاب إلى خديجة سلطان بنت السيد محمد التي كانت أماً لميرزا علي والد فاطمة ، وخديجة سلطان قد أهدته إلى  ابنة صهرها الذي تزوج من امرأة غير ابنة خديجة.

ومن العجيب أن تمتلك هذه البنت وزوجها طوال هذه السنوات نسخة من هذا الكتاب وأن يكونا على هذه الطريقة المذهبية ، وإن وجود مثل هذا الأثر في صندوق البيت ولم يعملا على متابعة الأمر والشروع بتعريفه. وبعد ذلك فقد أُمر شوقي افندي بالذهاب من إيران إلى اسرائيل وأن تضبط النسخة في دار الآثار البهائية في حيفا بالقرب من تل أبيب، وقد شاهد فاضل تلك النسخة ووصفها في أسرار الآثار بقوله: ” هذا العبد يحمل روحه على كفه وبكامل رضاه وربما يكون قد كتب هذه الحروف وبفضل من الله سبحانه من أجل النقطة والشيء المستور، ولم يكن هذا التفكير موجود فوالذي نطق الروح بأمره لن أتوقف لحظة واحدة في هذا البلد و كفى بالله شهيد.” وخط نستعليق والجمل العربية بخط النسخ جميلة ، لكن يوجد الكثير من هذه الكلمات والعبارات مثل كلمة “شهيد” المذكورة في الآخر ، وعلامة النصب بدون ألف والجمع بالواو في الآيات القرآنية وبدون ألف زائدة وكلمات مثل ” رؤساه” و “ملائكه ها” التي جاءت بصيغة الجمع العربية لكن بالعلامات الفارسية ، وأفعال مثل ” فلتنقطعن” يعني الاتيان بالأمر المخاطب المعلوم مع لام الأمر ومثل هذه الأفعال “يصلن” يعني الاتيان بالفعل المضارع غير الطلبي مع نون التوكيد ، وأمثال ذلك..” في حين أنّ العبارة نفسها التي نقلها فاضل في النسخة الخطية التي وافق عليها المؤلف السابق ف” شهيداً” جاءت بالألف وبدل من ” مكمن” بدون فائدة، إلى جانب ومرادف لمكمون ، وجاء ب “كلمة” بصفة مستور.

وفاضل المازندراني على عكس ميرزا أبو الفضل ومدعي البهائية الآخرين لم ينكر وجود نقاط ضعف عديدة من حيث الإملاء والإنشاء في النسخة التي اعتقد فاضل أنها جامعة لفضيلة الخط والإنشاء، و من ثم أراد أن يبدأ في أثره نفسه بتفسير وتعليل وتجويز استعمال الأخطاء الذي خرجت عن حدود بحثنا هذا، ومن يريد الحصول على معلومات إضافية في هذا المجال والتعرف أكثر على هذا البحث عليه أن يقرأ النسخ الخطية لكتاب محمد رضاي أفضل وابو تراب هدائي و الأثر المُحقًق للخطيب الشهير الحلبي.

والمطلب الذي يجب أن يذكر هنا هو صرف النظر عن التشابه بين النسخة المكتوبة بخط الابن والأب يعني عبدالبها وبها لأنها لايمكن أن تعد دليلاً على أصالتها. لانه كما نعلم أنّ بين الأب والابن ورجالهما ونسائهما معرفة مثل : ميرزا محمد علي وميرزا آقا جان وأم شوقي افندي وميرزا حبيب وزين وصبحي وهذا ما يظهر التشابه بين خطوطهم جميعاً. وأرجو من القراء الأعزاء الذين يقرؤون هذه المقالة ألا يقلقلوا حيال البهائية وانتشار كتاب ايقان بينهم وأؤكد على المنافسة والنزاعات التي حدثت منذ سنة 1907 إلى موت أخوة نوري أصهرة هذين الشخصين الذين كانوا يتمتعوا بمواهب وأمور أساسية ووجود عبارتي “مصدر الأمر” و”كلمة مستور” أمام “الحرف المذكور والمشهور” ،ونظائر تلك التي من شأنها أن تقلل من مرتبة الأخ الأكبر أمام الأخ الأصغر ،  التي غطت في البداية الكثير من الحجب عن المئات من الأمور القابلة للانتقاد من ناحية الإملاء والإنشاء وكيفية نقل الرواية والكلام. مع كل هذا لم يوفق الكاتب في تغيير جميع هذه العبارات في حياته، إلى أن قام الشيخ عبدالسلام آخوند زادة قفقازي بكتابة الرسالة الأولى والثانية في انتقاد الجوانب الفكرية والاستدلالية لكتاب ايقان، و لكي يثير في انتقادها كلاً من عبدالبها وميرزا ابوالفضل ويحثهم على الرد، الذين فهما أنّ الوضع صار جاهزاً للرد على الكتاب وانتقاده من قبل الآخرين. ومن هذا المنظور فإن المدة الزمنية سنة واحدة في نشر الرسالة الثانية لشيخ الإسلام (1935) وانتشار نتائج كلبايكاني سنة 1938 وكانت الفرصة سانحة لهما في هذه المدة للقيام بتصحيح المواضع القابلة للنقد تحت إشراف ميرزا أبو الفضل في القاهرة وبصورة جديدة سنة 1939 كي يتم عرضها للناس وبشكل تدريجي تسحب النسخة الأولى من الكتاب من متناول الجيل الجديد.

انتشرت نسختا 1973 و1979 و طباعة صورة صغيرة وطبعة دهلي بشكل تدريجي ، و استندت الطباعة على النسخة المصححة 1939 التي أُشير إليها. وفي هذا المجال فإن تكليف طباعة النسخة بتاريخ 1931 لم يكن معلوماً بشكل صحيح من حيث زمان النشر الذي طال سنة واحدة بعد الطباعة ومن حيث تصحيح الألفاظ والكلمات التي جُعلت مرافقة للنسخ بعد سنة 1939.

في الحقيقة إن وجود كلمة “مستور” و”مصدر الأمر” كما جاء أعلاه أدى إلى إثارة أفكار السادة بهاء وعبدالبهاء وشوقي افندي ، لكن تبديل كلمة”مستور” بكلمة”عليا” في نسخ 1939 وبعد ساعدت أزل على نسيان لقب “مستور” أثناء إقامته في بغداد ، وإذا لام بعض المبلغين ميرزا يحيى لعدم استفادته من لقب”مستور” بحقه، ربما اليوم لم يبق أحد من البهائيين والبابيين يستطيع أن يتبعه. إنّ عبارة ” مصدر امر” لم تكن ثقيلة على بهاء وعبدالبهاء ولم يتحملها شوقي افندي ، ومن اجل أثر ذلك بين البهائيين الذين لا يعرفون الفارسية ويتقنون الانجليزية ، فقد قام علي قلي كلانتر المقيم في امريكا وبناء على أمر من عبدالبها بترجمة نسخة من كتاب ايقان ونشره، وإلى الآن لم يترجم كتاب أقدس إلى الانجليزية الذي يعتبر القانون السياسي للحزب، وقام شوقي افندي نفسه بإعداد ترجمة جديدة من كتاب ايقان باللغة الانجليزية و اثناء ترجمته بدّل عبارة “مصدر امر” في الصفحة 251 بالعبارة الانجليزية” ميستيك سورس” او بالأصل العرفاني ، لكن هذه الملاحظة قد أُزيلت في الترجمة العربية لكتاب ايقان وبأمر من شوقي ولم ياتي بها في ترجمة بيروت .

وقد نقل فاضل المازندراني في كتابه اسرار الآثار هذا المطلب عن بهاء: ” كتاب ايقان مربوط بصاحب السعادة خال وحضوره وحبسه وسفره ، وقد نسب إلى غيره . قل ايها الغافل أن سقوط هذا السؤال حتى يكون واضحاً لك.” وهذا الموضوع قد تكرر في اللوح أو الكتاب المضاف باسم الشيخ و غير معلوم متى وكيف قد نسب كتاب ايقان إلى مؤلف آخر؟ ذِكر السقوط في هذا الموضع قرينة بحيث يعد هذا الأثر المكتوب مربوط بالسنوات الأخيرة من عمر بهاء وبعد تاريخ كتابة الكتاب صار اسمه كتاب الشيخ أو تاريخ كتابة الرسالة. وحتى سنة 1300 هجرية وإلى الآن لا يوجد أي شيء يذكر عن السقوط ، و كان السيد محمد خال وأولاده يمارسون رياضة القوس الحديدي في شيراز و لا يستبعد أن يتصل هذا الأثر بزمان متأخر من ذلك الوقت. ويشير فاضل المازندراني إلى بعض الأخطاء اللفظية والمعنوية لكتاب إيقان كما يذكر الأنبياء داود وعيسى ونوح وهود بحيث يطبق عبارات ايقان على الاسس المقررة والأخبار الموثقة ، وفيها بيان رائع يسمع منه.

” الحديث عن الأنبياء المذكورين حكمة بناء على المعتقدات الظاهرية بالعوام وحسب عقيدة المخاطب، يعني الحاج سيد محمد خال قد جاء بها حتى لا يستحي ولا يتعجب ، لأن الكثير من مواضع الكتاب والبيانات المذكورة تأتي بمثل هذا الأمر.”

وبهذا الأمر فإنّ العمل الدنيوي والديني قد قاسه على أساس واحد واختلطت فيه الأمور. ويبدو أن تاريخ تأليف كتاب ايقان قد استغرق سنتين بعد الإعلان عن الأمر في سنة 1896 يعني كان قد أُلف سنة 1898 ، وفي موضع آخر قُيد التأليف بعبارة” الآن مرت ثمانية عشر سنة” يعني التأليف كان سنة 1899 الذي يعتبر موضع قبول البهائيين، أما ذكر “مرت السنة 1901″ فيبدو أن فيه اشكالية، وإذا حُسب من تاريخ البعثة فإنه يعود إلى سنة 1891 يعني الفترة الزمنية قبل مهاجرة بهاء إلى كردستان ، وإذا أخذت العبارة على الخلاف الظاهري لمبدأ الهجرة فإنه يصل إلى سنتين بعد سنة 1899 أثناء دخول البابيين إلى اسطنبول أو أدرنة. على أية حال فإن تدوين كتاب ايقان لا يخلو من الإبهام والاشكالية، و حينما طابق أبو ترابي هدائي المخطوط من كتاب ايقان مع النسخة الأولى له فقد شاهد وجود عبارة ” ألف ومئتان وثمان وسبعون” بدل من عبارة ” ألف ومئتان وثمانون” ، مطابقة جميع النسخ مع رواية ثمانين، بهذه الحالة تظهر قيمتها ما عدا عدم تدخل الكاتب في تصحيحها. إنّ العودة إلى هذا الكتاب يجعلنا نقف عنده ونقول الكثير من الكلام ومثال على ذلك الخطيب العالم الحلبي الذي كتب مئات الصفحات الكبيرة حيال ذلك ، لكنه عمل خارج عن عملنا وبحثنا .

وفي ختام البحث لابد من الإشارة إلى عدة ملاحظات حيال الأخطاء والاختلافات اللفظية والمعنوية لطبعات كتاب ايقان ومخطوطاته حتى يكون القارىء على دراية بها:

1-لم يبن الشيخ عبدالسلام آخوند رسالته على أسس استدلالية ، لكنه بنى انتقاده على المنطق والكلام ، لكن نقاط الاشكال اللفظية والمعنوية من عبارات ايقان النظرية لم يتطرق لها ، وأعطى المجال لميرزا أبو الفضل والخطيب الحلبي وهو من أحد أخطاء الشيخ، إضافة إلىأنقله اكثر من مئة وخمسين خطأ أدبياً.

2-طالع السيد محمد رضاي أفضل كتاب ايقان بنسحته المصححة في القاهرة 1939 وجد فيها أربعاً وثمانين خطأً وألف حولها كتاب سماه ” فلتات وخطئات” .

3-وفي الطبعة الثالثة من كتاب “ليس هذا الدين” لمؤلفه أبو تراب هدائي وجد المؤلف أربعمئة وخمسين خطأ أثناء مقارنته مخطوطاً من كتاب ايقان مع الطبعة الأولى منه (طبعة القاهرة )، ووضع جدولاً بهذه الأخطاء . إضافة إلى ذلك وجد المؤلف عشر آيات في الكتاب قد نقلت وتم التغيير فيها.

4-قام مجموعة من الباحثين الشباب في طهران بمقارنة دقيقة للطبعة الأولى من كتاب ايقان مع خمس طبعات أخرى ووضعوا جدولاً بالأخطاء التي وصلت إلى 484 خطأ.

5-إضافة لنقل الخطيب الفاضل الشيخ محمود الحلبي جدول الاختلافات المذكور، فقد استخرج مئة وأربعاً وخمسين خطأً أدبياً من كتاب ايقان وأوردها في كتاب ” بحث جامع حول ايقان” حيث فصّل الحديث فيها. وربما أثناء مراجعة أخرى للكتاب يمكن إيجاد بعض الأخطاء. لأن أحد أصدقاء الكاتب فاضل واثناء مراجعته لآخر صفحة من الطبعة الأولى للكتاب ألقى نظرة على العبارة العربية ” المنزول من الباء والهاء” فوجد أنها جاءت بنفس الشكل في جميع مخطوطات الكتاب وطباعاته، وقد اعترض على كلمة “منزول” التي جاء بها المؤلف بدلاً من كلمة ” نازل” والتي ذكرت أيضا في جدول الأخطاء الأدبية للخطيب الحلبي.

تكملة:

1-توقف منصور بهلوان على اخبار وآثار الفرقة البابية والبهائية ضمن المذكرات التي كتبها سليمان اردكاني في ترجمة احوال ميرزا ابو الفضل كلبايكاني وقام باستخرجها وإرسالها ويؤكد أنّ ميرزاي كلبايكاني قد سافر إلى تبريز سنة 1305هجري وهناك طبع خمسة عشر مجلداً من كتاب ايقان بناء على خط ميرزا محمد علي الغصن الأكبر وأرسلها إلى أحبابه في همدان. وفي هذه الحالة إذا فرضنا صحة خبر المؤرخين فإن نشر كتاب ايقان استغرق ثلاث سنوات قبل سنة 1929 وكان سفر ميرزا محمد علي وميرزا آقا جان إلى بومباي سنة 1926 ، ونظن هنا أنّ أول طبعة للكتاب كانت بخط غصن الأكبر . مع وجود هذا الشك حول انتساب طبعة 1931 من الكتاب إلى مشكين قلم كما يظن المبلغ المازندراني أنها لم تندثر بين الناس ، لكنه يرفض أن تكون الطبعة الأولى لكتاب ايقان هي طبعة سنة 1931.

2-مما جاء في هذه المقالة التي تعود إلى ايقان والمقالة السابقة حول كتاب اقدس واستنبطاه أن ميرزا محمد علي الغصن الأكبر كان له الفضل الثاني في إصلاح وتصحيح وانتشار هذين الكتابين بعد ابيه، وفي الحقيقية فإنّ البهائيين يقدرون الدور الكبير الذي قام به الغصن الأكبر في هذا المجال. مع وجود هذا فإنّ شوقي افندي يصب عليه جام غضبه ويلعنه وينتعه باسم” الناقض الأكبر” ، ويعتبر مريدو أبيه أن له الفضل في ترويج وتصحيح هذه الآثار الأدبية.  إلى هنا يصل تنفر البهائيين من الخطّاط وكاتب ومصحح كتاب ايقان واقدس ، حيث ينقل مهرابي في كتاب سيرته الذاتية حادثة ارسال كتاب ايقان من تبريز إلى همدان بناء على كتابة سليماني ، لكنه لم يكن راضياً أن ينقل اسم ميرزا محمد علي ، لأنه يرى أنه يستحق اللعن والعذاب.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق

3 − 1 =